الجمعة، 6 سبتمبر 2013

كَأَنَّهُ هُوَ..!

كَأَنَّهُ هُوَ..!

كَأَنَّهُ هُوَ.. مسودة مشروع لرصد مرحلة صحافية عاشها قلم في محطات كثيرة، بعجرها وبجرها، في مهنة المتاعب. تتوقف عند الخيبات والخسائر، اكثر مما ستفعل في محطات النجاح والمكاسب.

مجردّ صنع مرآة عاكسة، لحياة صحافي عابر في بلاط الصحافة السعودية خلال 20 عاما، تظهر شيئا من تفاصيل البدايات، وشيئا من الشخصيات والمواقف التي حفرت عميقا في ذاكرة ـ أعترف ـ بأنها باتت أقرب الى لعنة النسيان وزهايمر التقدم في العمر!.

ربما ينسى القلم، وأحيانا يتناسى، عن سابق قصد وترصد، تفاصيل قد تلحق ضررا بتلك الشخصيات أو بالمؤسسات، كون هذه التفاصيل تغترف أحرفها من محّبرة الذات، والرأي الشخصي الذي يشوبه، دائما، شيء من شهوة الإنتقام البشري، أو محاولة الإيذاء..

.. وهو يستغفر الله، أن ينتقم أو ينتصر يوما لنفسه. 

المؤكد هنا، أنها رصدّ لمواقف ومبادئ وحكايات، ربما لا تهم أحدا، لكنها لا تهدف الى تزكيّة القلم وريشته، أو وضعه على عتبات منصة عالية لمخاطبة الآخرين باستعلاء من فوق الرؤوس والخواطر.

هي مجرد خواطر وذكريات قررت اللجوء الى سرمدية التدوين، خوفا على مصير حياتها من الفناء والعدم، بفعل عوامل تعريّة السنين والأيام.

اليوم، على وجه خاص، تحول القلم الى مقصّ، وريشته الى شفرة حادة، لتقطع أول ورقة تقويم في رزنامة أيام العقد الخامس من رحلة وتجارب عُمرٍ طال وأستطال، وربما ضاع فيما لا يفيد!.

لن يعد بشيء، سوى قول حقائق تجارب عايشها، في الغالب، عن كثب ومتابعة. ولن يسطرها، إلا بعد بذل جهد جهيد في تمحيصها وتخليصها من كل شائبة، عدا رصانة اللغة وجمالية التعبير.

لم يبق من العمر مساحة للكذب أو التزوير، أو ادعاء بطولات وأقنعة زائفة. ربما يتجمل.. نعم، لكنه أبدا لن يجترح خطيئة الكذب وعواره.

قطعا، لن يهتم القلم بالنتائج ومألات اجتراح التدوين والكتابة. ولن يقع قطّ، في فخ التصنيف وعناء الجدولة والفهارس. سيكتب حراً إلا من قيود المسئولية، متى شاء وأين شاء، عن الزمان والمكان الذي تختاره قوة الذاكرة، وتوفر أسباب ودواعي الكتابة عنه فقط.

ربما يصاب القلم بالوهن، وعوارض الملل والإحباط، ومسئوليات الحياة ومشاغلها اليومية، لكنه عندما قرر البوح والتدوين، وضع لنفسه جدولا يعتمد 365 يوما للانتهاء مما يستطيع حكايته وتدوينه..

ختاما.. ما أقصر العمر، وما أبعد الهدف!. 

هناك تعليق واحد:

  1. ماأصدقك.. كل هذه السنين وأنا أحملك بداخلي حاضراً وغائباً
    أنت ضميري الحي الذي استفتيه في كل أمر.. والوجه الذي أشتاق إليه في كل زمان
    ما كبرت أبداً على هذا الألم..
    وعبثاً أحاول الكتابة إليك.. ولو كنت في عالم آخر موازي
    لازال بداخلي أمل الوصول إليك.. علك تسمعني من هذا العالم

    ردحذف

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم