الجمعة، 4 ديسمبر 2015

نقاش هادئ حول لماذا ينبغي علينا حفظ موقع المولد النبوي وأمكنة مكة النبوية؟

صورة تاريخية لمكتبة مكة المكرمة وتبدو النافذة الأرضة
 في يمين الصورة للغرفة التي شهدت موقع المولد النبوي الشريف 
* عمر المضواحي

بعد نحو 500 قراءة لموضوع تدوينة " مشاهدات وملاحظات على موقع المولد النبوي في مكة المكرمة" وصل للمدون تعليق عبر الواتس آب اشتمل على سؤال مهم. وآثر المدون الإجابة عليه في تدوينة مستقلة، كونه وجد في التعليق فرصة إهتبلها ليوضح فيها رؤيته الخاصة بعد مناقشات حولها مع أساتذة أفاضل، رغبة في الوصول الى التثبت قبل طرح جوابا للسؤال الذي وصل في ثنايا التعليق الذي أنشره هنا كما جاء وبالصيغة الحرفية التالية:

" التسلل التاريخي يدل أنه ليس هناك أهمية خاصة لموقع مولد النبي عليه السلام، فالنبي عليه السلام لم يشتريه من عقيل ولم يطلب أن ينزل فيه عندما دخل مكة. وبعد وفاة النبي عليه السلام الصحابة عليهم السلام لم يبرزوا الموقع ولم يجعلوا له أي اهمية خاصة، ولا حتى حاول أن يسكن فيه أحد منهم!!. الى أن وصلنا الى للدولة العباسية مو حتى العثمانية! واجتهدت زوجة خليفة وابرزت الموقع وعملها ده قد يكون لها أو عليها، فليش احنا بنحاول نبرز شيء لم يميزه النبي عليه السلام واصحابه!!!!!." أ.هـ.

أؤكد هنا أولا على حقيقة لا تخفى على الجميع وهي أن المدون مجرد مراسل صحافي مهتم بقضايا مكة النبوية، وأن رؤيته التالية، أستفادها من نقاشات مع باحثين فضلاء، وافقت أقوالهم حفظهم الله مع ما يؤمن به حيال موضوع إهتمامه الصحافي، والحق أنهم امتنعوا عن كشف هويتهم العلمية وصفتهم الاعتبارية كون الموضوع لا يمكن طرحه بدون اطالة وتوثيق من المصادر العلمية والتاريخية المعتبرة مع سبك عبارة في مبحث خاص كما ذكروا.

عليه، أقول مجيبا في عجالة على التعليق والسؤال بالردّ التالي:
إن ربط الاهتمام بالأماكن النبوية استنادا على الخوف من جهة أو فريق ما، وأنه ضدّ هذا التيار أو مع ذلك التيار، هو مشكلة قائمة لوحدها. فالمسألة هنا هي للتعريف برؤيتنا الخاصة تجاه هذا الموضوع، وهي مسألة ندين الله بها قبل كل شيء.

علينا أولا طرح السؤال: هل هذه المسألة مباحة في شرعنا وواجبة، أم أنها عمل غير مباح في شرعنا وليس بواجب؟. إخواننا في الفريق الآخر يعتمدون على نصوص تبرر دعواهم بعدم الحفظ، في المقابل نزعم أن لدى الفريق الآخر نصوص تبرر دعواهم بمشروعية حفظها والحفاظ عليها، وهي نصوص خاصة بالمكان، ونصوص أخرى تشير الى العمل نفسه. وهل يجوز لنا أن نفعل كذا وكذا أو لا يجوز. وهل هذا هو المكان أم هو ليس المكان. وهذه نقطة الخلاف الأولى والأساسية مع الفريق الآخر.

مناط المسالة إذن هي: هل هذا جائز في شرعنا أم غير جائز؟. الرسول  عند دخوله المدينة المنورة ترك ناقته القصواء تختار موقعه الذي ينزل فيه، فعل ذلك حتى يخرج من الحرج ومطالبة الانصار بالنزول في منازلهم. فجاء مكانه في المدينة باختيار الهي، أي أن الله سبحانه وتعالى في أقداره ومشيئته يفضل أماكن عن غيرها لحكمة يعلمها هو سبحانة. وفي رحلة الاسراء والمعراج إضاءات يمكن الاقتباس من نورها لتقريب فهم المسألة. فقد قال جبريل للنبي : صلي هنا، حيث صلى الأنبياء، وأربط فرسك حيث ربط الأنبياء.. الخ.

أيضا؛ هناك مواقع وأمكنة في بيت الله العتيق أشار القرآن الكريم صراحة الى تعظيمها، ومنها مقام ابراهيم عليه السلام حيث وقف عليه حين شروعه ببناء الكعبة المشرفة. كما أن البيت العتيق يشتمل الى اليوم بموقع مشهور هو حِجر اسماعيل عليه السلام، وفي مكة أيضا مواقع تنطق بتاريخ أنبياء ومراقدهم كمسجد الخيف في المشعر الحرام، وبئر طوى الذي أغتسل فيه سبعين نبيا، فضلا على أن جميع المشاعر المقدسة تقف وراءها حكايات مرتبطة بالأنبياء وزوجاتهم كبئر زمزم والصفا والمروة، وعرفات الله ومنى والجمرات، وغيرها مما لا يخفى أمرها على أحد من الناس اليوم.

أما دعوى التعليق بكون المولد لا يصح مكانا لمولد النبي، فيدحظها القول بأنه لا يوجد الآن مكان آخر في العالم يدعي فيه أحد أنه مكان ولادة نبي، الا موقع مولد النبي محمد الموثق في مكة. حتى أن أقرب نبي اليه وهو سيدنا عيسى ابن مريم؛ المعروف فقط اسم مدينة ولادته، وانها وقعت في بيت لحم في فلسطين، لكن أهل الديانة المسيحية لا ولم يستطيعوا تحديد عين مكان ولادته فيها عليه السلام. وهم يحاولون دائما أن يخترعوا تاريخا وتحديدا لموقع مولده عليه السلام فلم يحصلوا قط غير قبض الريح.

بالنسبة لنبينا الخاتم محمد فالتاريخ وعين المكان موجود وثابت قطعا. فهو ولد في هذه المدينة "مكة" وفي هذا الشعب "شعب بني هاشم" وفي هذه الدار دار ابيه عبدالله وجده عبدالمطلب، بل أن بعض المؤرخين قالوا انه ولد في هذه الجزئية من هذا البيت، والله أعلم.

لا ينبغي أن نغفل عن مسألة ان الانبياء يتتابع بعضهم خلف بعض يرسلهم الله الى اممهم لينفذوا أمور الرسالات الربانية، ولأنهم اصحاب شرائع، قلبت أممهم بعض مواقعهم الى شعائر. نحن هنا لا نتكلم عن شعائر في موقع المولد النبوي الشريف، ولا ولن نخترع أمرا جديدا نبتدعه في الدين الخاتم، ولا في حق نبينا الذي قال الله عزّ من قائل على لسانه في محكم التنزيل: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3وانما نقول ان الثابت تاريخيا ولادة النبي في هذا المكان من مكة. ولا يترتب على معرفة ذلك من عدمه أو زيارته من عدمها أجر لانتفاء النص الشرعي الصريح، الا ربما أجر المحافظة على تاريخ نبينا .

لنعد الى السيرة النبوية العطرة قليلا لنتذاكر معا بعض تفاصيلها في فتح مكة؛ فالنبي لم ينزل في دورها ورباعها بعد عودته لها في يوم الفتح؛ رغم أن جميع قبائل قريش دعته مرارا للنزول عندها أو في داره بمكة وهذا موثق بالنصوص. لكنه اختار أن ينزل في المناخ العام الذي ضرب خيامه عليه ونزل فيه مرارا، وفيه اقوال عدة، منها المحصب، وبيت أم هانئ، وقيل في الشعب، وقيل في الخيف على اختلاف المرويات والاحاديث في كتب السير.

لكننا نختار هنا حديث الصحابي أسامة بن زيد في قوله " ولم يزل مضطربا بالأبطح لم يدخل بيوت مكة". وهذا يستدعي ضرورة تحديد عين المناخ النبوي في بطاح مكة. كونه هو بلا جدال في أهمية مكان مولده الشريف ايضا، وله فضلا ومكانة. فهذا المكان الذي أختار النبي النزول فيه تحديدا عدة مرات واناخ فيه ومعه كل الصحابة، وأديرت فيه أعمال فتح مكة، وجميع الشؤون المدنية الخاصة بأهلها ومن معه خلال الأربعة عشر يوما التي قضاها فيها بعد الفتح، وبعد فراغه من حجة الوداع، وأدار فيه أيضا معركة حنين المعروفة.

في حقيقة الأمر إن موقف المدون هنا هو مطالبته الدائمة بالاهتمام وبحفظ جميع مواقع مكة النبوية، ولا ينبغي حصرها بموقع المولد النبوي فقط، بل يجب أن تتوسع تلك المطالب برفق وحزم كونها أمكنة نبوية شريفة، ومن الضرورة بمكان الحفاظ عليها، كي لا يستحيل تاريخنا النبوي الى اسطورة لا تستند على مواقع معروفة ومذكورة الى اليوم، وهيهات أن تضيع الآن بعد مرور أكثر من 1400 عاما عليها.

صورة تاريخية لمسجد الخيزران (داخل الدائرة) على موقع مكتبة مكة المكرمة الآن

بالعودة الى تاريخ المولد النبوي في العهد الأموي، نجد أن محمد ابن يوسف الثقفي اشترى دار المولد تنفيذا لوصية أخيه الحجاج ابن يوسف الثقفي وبماله أيضا. فلولا أن الحجاج يعرف أهمية المكان وقيمته، لما أوصى أخيه بشراء هذا المكان بالذات دون غيره. ليس ذلك فقط بل إن محمد ابن يوسف أحب أن يكون الموقع ضمن ملكية خاصة لبيته حتى يبعده ويصرف الناس عنه. ولا يخفى على كل ذي لب، أن فكرة الحجاج وأخيه كانت مفرطة في التغوّل، واستخدام الموقع كورقة سياسية ودنيوية في صراع بني هاشم وبني أمية التاريخي. وعلى العموم هي فكرة شائعة الاستخدام في مثل هذه المواقع النبوية واستخدامها حصرا وربما لأغراض سياسية منذ ذلك الوقت.

نفهم هنا أن إدخال ابن يوسف موقع المولد النبوي الى ملكية خاصة به ستُنهي بلا شك اهتمام الناس بالموقع النبوي، وبالتالي سيمنع عليهم الدخول إليه كونه ضمن داره القريب الذي حرص على أن يسميها البيضاء، فلا يحق لأحد ان يطالب بالموقع الشريف بعد ذلك.

بعد عقود جاءت السيدة الخيزران وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة الخليفة هارون الرشيد، واخيه الخليفة الهادي في عهد الدولة العباسية، ويشهد لها التاريخ بحروف من نور أنها كانت مولعة بحفظ وإحياء المواقع النبوية في مكة، وتتبع مواقع صلاة النبي كمصلاه المشهور بالقرب من بئر طوى. وكان أول ما قامت به أنها قررت شراء دار ابن يوسف الثقفي من ورثته، وبعد أن دخلت تلك الدار في ملكيتها الشرعيّة، أخرجت موقع المولد النبوي من ملكيتها ليصبح ملكية عامة للمسلمين، ليس ذلك فقط بل جعلته مسجدا لتثبيت خروجه عن ملكيتها وجعله وقفا لله تعالى على مدى الزمان.

علينا هنا أن نتذكر أيضا، أن أهل مكة لطالما اعترضوا في عهد الدولة الأموية على بيع دار الندوة، ودار الأرقم ابن ابي الأرقم، عندما باع أهل ملكيتها تلك الدور لبني أمية، بدعوى عدم قناعتهم بحقهم في بيع جزء أصيل من مفاخر قريش ومجدها التليد، وان كان المشترين لها الخلفاء الأمويين وهم من سادات قريش الذين دفعوا في مقابل الحصول على ملكية تلك الدور أغلى الأثمان، وأضعاف سعرها في وقتها آنذاك. لكن لولا أهميتها السياسية لما سعى في طلبها الحكام من بني أمية، وهذا لا ينفي أن الرعاية لهذه الأماكن من عدمها كانت دوما ذات أشكال مختلفة عند الأسلاف المتقدمين وفي مختلف العصور الإسلامية.

علينا هنا أن نطلق عنان الخيال قليلا؛ لنتصور مثلا ماذا كان سيحدث لو أن النبي طالب بممتلكاته في مكة من قبل هجرته الى المدينة والتي آلت ملكيتها الى ابن عمه عقيل ابن ابي طالب رضي الله عنه؟!. ألم يكن ــ بالمنطق البسيط ــ أنه سيحدث جراء ذلك حربا أهلية في مكة المكرمة لأن جميع المهاجرين كانوا سيقتدون بنبيهم وبالمطالبة بمواقعهم القديمة فيها قبل هجرتهم، والتي استولت عليها قريش أو أقاربهم دون وجه حق. أليس ممكنا حدوث ذلك وبناء عليه تتحول قضية فتح مكة الى مسألة شخصية يتنازع فيها الناس أملاك بعضهم البعض، ويتقاتلون للحصول عليها؟!.

إن من دلائل نبوته، خروجه من المطالبة بحقه في ملكيته الخاصة لبيته وبيت ابيه وجده، حتى لا تتحول القضية برمتها الى تنازع أهلي في تلك اللحظة الحساسة من يوم فتح مكة. لا ننسى هنا أنه كانت هناك عشرات وربما المئات من البيوت المنتزعة ملكيتها فآثر أن يعلم أصحابه أن أجر الهجرة والمهاجرين معه أكبر مما أخذت قريش من دور ورباع من متاع الدنيا الفانية. وفي موقفه يوم توزيع مغانم حنين أكبر العبر في قوله للأنصار بما معناه: "أحزنتم على لعاعة من الدنيا، يعود الناس بالشاة والبعير، وتعودون برسول الله في رحالكم".

مبنى مكتبة مكة المكرمة باللون الأصفر في وسط الصورةـ التقطها المدون في مايو 2014 

في الختام، يجب التأكيد هنا على انه ليس مكان المولد النبوي الشريف مهما فحسب، بل ويجب الحفاظ عليه وعلى بقية مواقعه في مكة النبوية، وفي المدينة المنورة وغيرها. ولنسأل أنفسنا سؤالا بسيطا فقط: هل يوجد أحد بيننا اليوم من لا يحب أن يشاهد موقع شهد مولد النبي وبقية الأمكنة الأخرى القائمة الى اليوم عن تاريخه الذي استمر 53 عاما في مكة كغار ثور، وحراء، وطوى، والحديبية، وغيرها كثير؟!.


قبل الإجابة ــ ونعتذر عن الإطالة ــ نجدد هنا العودة الى بادئ ذي بدء، والتأكيد على تمسكنا بالموعظة والجدال بالتي هي أحسن، والعضّ عليها بالنواجذ. وأنه يجب على كلا فريقا الاختلاف ــ لا الخلاف ــ مقارعة الحجة بالحجة، حتى يظهر الحق وأصحابه. فالقضية تستحق النقاش والاهتمام من الجميع، فهذا تاريخ مشترك يفتخر فيه الجميع ولا يزايد أحد على أحد بالتفرّد بشأنه دونا عن البقية.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

مشاهدات وملاحظات على أعتاب موقع المولد النبوي في مكة المكرمة

المدوّن يشير الى مبنى مكتبة مكة المكرمة داخل الدائرة الخضراء ـ الصورة بتاريخ مايو 2014

* عمر المضواحي

قفّ بالجوار، ويمم نظرك الى اليسار قليلا؛ صوب بناء بسيط بين الشِعب والصّفا، هو البقية الباقية من مكة النبوية عند البيت العتيق. فليس هناك مكانا أدق تحديدا منه؛ بعد الآيات البينات في البيت العتيق، والمشاعر المقدسة، في كل جبال وشعاب وادي إبراهيم الخليل وبطاح مكة المكرمة.

القاعة الرئيسية في الدور الأرضي وتبدو غرفة موقع المولد النبوي الشريف
خلف باب الألمنيوم مباشرة على يمين الداخل من المدخل الرئيس ذي العتبات الهابطة.
في هذا المكان بدأت قصة الإسلام خاتم الأديان السماوية، وفيه ولد خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنه شع النور المحمدي الذي يؤمن به اليوم خمس سكان العالم.

الاسم (مكتبة مكة المكرمة)، والشهرة موقع المولد النبوي الشريف، والعنوان بالنصوص والتواتر، أشهر من أن يُعرّف، فهو المبنى التاريخي الوحيد والباق فوق جبين تلة شرقية ناهدة تتنازعها الى اليسار واليمين سفوح جبلي أبأ قبيس وخندمة، كانت تعرف تاريخيا بشعب بني هاشم، والذي أزيل كلّ ما حولها( شعب علي) لصالح مشروع توسعة ومصطبات الساحات الشرقية للمسجد الحرام.

صورة الصك الشرعي لوقفية مكتبة مكة المكرمة
(المولد النبوي الشريف)
هذا المبنى القديم، (هو المبنى الوحيد الذي لا يحتوي على دورة مياه قط تعظيما لرمزيته) لم تمسه يد التجديد والترميم طوال 64 عاما منذ آخر بناء له بأمر وتعضيد من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في العام 1951م.

حرص مؤسس الدولة السعودية الثالثة على تحويل الموقع الشريف الى مكتبة علمية. ووجه رحمه الله بجعلها وقفا بصك شرعي صادر عن المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. وكلما أكتمل مخطط وتصميم جديد لترميمه وتطويره، ظهرت عوائق تمنع تحقيقها على أرض الواقع. ولعل في ذلك حكمة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.

في الأشهر القليلة الماضية لاحت مؤشرات تبشر بأن الغد القريب سيكون أجمل مع قرب اكتمال مشروع العمارة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في العام الهجري الجديد. وهي بشارة تنطق بأن عناية سامية خاصة سيحظى بها الموقع الشريف خلال الشهور القليلة المقبلة، بعد اكتمال أحدث وأجمل مخططات مبنى المكتبة  وتصاميمها الهندسية الجديدة، لتكون بحق علامة بارزة ضمن نسيج عمارة البيت العتيق وعناصره المرتبطة به. وتلك قصة أخرى، ننتظر إعلانها رسميا.


مبنى مكتبة مكة المكرمة باللون الأصفر والنوافذ الزرقاء قبل تغييرلون طلائها أخيرا
وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف

تتبع مكتبة مكة المكرمة إداريا إلى وكالة الأوقاف التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية. وهي تشرف عليها وعلى مكوناتها من الكتب والمخطوطات النادرة التي تتجاوز 134 ألف عنوان. ويعمل فيها اليوم بضعة موظفين يتناوبون العمل فيها صباحا ومساء، وكان الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق ــ رحمه الله ــ يتولى نظارة هذا الوقف، بوصية خاصة من السيدة فاطمة قطان التي أنشأت مبنى المكتبة على نفقتها الخاصة  ــ رحمها الله ــ .

وللتاريخ، لم يرصد أي خبر صحفي وبأي وسيلة اعلامية كانت عن قيام أحد كبار المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية بزيارة مبنى المكتبة لتلمس احتياجاته كسائر المساجد والأوقاف التابعة لها في المملكة خلال السنوات الماضية.

جانب من المكتبة يضم الكتب المهداة والموقوفة عليها حصرا. 

كان المؤمل أن تبذل الوزارة أي جهد يذكر فيشكر للعمل على تحديث أنظمتها كمكتبة تاريخية تضم في جنباتها أشهر مواقع مكة النبوية "المولد النبوي الشريف". لا سيما حفظ كنوزها من الكتب وذخائر المعرفة ومخطوطاتها النادرة والتي تصل الى نحو 4 آلاف مخطوط تعود أقدمها الى القرن الثاني الهجري.

إن كل تجديد للمبنى ـ كما هو مشاهد اليوم ـ لا تتجاوز بعض التحديثات البسيطة والشكلية لا أكثر، وهي تحديثات تنازع جهات أخرى مسؤولية وزارة الشؤون الإسلامية هذا الشرف، كأمانة العاصمة المقدسة التي تولت غير مرة مهمة طلاء واجهات المبنى من الخارج، أو تبرعات خيرية من أهل البرّ والإحسان توددا ورغبة في تحسين ظروف العمل في مكتبة تظم موقع المولد النبوي الشريف.

خلال الأشهر الستة الماضية طرأ تحسن لافت في أداء فرع وزارة الشؤون الإسلامية جهة الاهتمام ببعض حاجيات المكتبة، وإن كان المؤمل اكثر، لكنه كاف حاليا الى حين لحظة التغيير والتطوير الشامل المنتظر.

وصف تفصيلي للطابق الأرضي لمبنى مكتبة مكة المكرمة. 
أخطار تهدد سلامة المكتبة

على مدى أشهر طويلة، تم جمع معلومات هذه التدوينة المتواضعة. كانت المصادر شحيحة، وبخيلة أيضا في الإفصاح عن أي معلومة أو حتى مجرّد التحقق من دقة ما تم التوصل إليه من معلومات أو ملاحظات عن المكتبة.
كان الخوف، وطلب السلامة من أي تبعات يجرها الإفصاح عن بعض الملاحظات أو الحقائق يقف دوما كسد عائق أمام إتمام سطور هذه التدوينة. وبالطبع كان مجرد الحصول على معلومة واحدة من مسؤولي المكتبة أو فرع الوزارة في مكة يقف دونه خرط القتاد.

اللوحة العلوية لمكتبة مكة المكرمة وتبدو مكائن وحدات التكيف بعد التجديد

أول ما يلفت المشاهد للمبنى من خارجه، عدم توفر حراسات أمنية كسائر المكتبات المماثلة، وتنظيم هيكلها الإداري والوظيفي لزيارته كمكتبة عامة للراغبين من أهالي مكة المكرمة، وطلاب العلم والمعرفة في المدارس والمعاهد والجامعات، إضافة الى ضيوف الرحمن والزوار.

فيما يمكن تلمس أخطار عدة خلف المبنى تتعلق بسلامة وحفظ المبنى، لا سيما حالة عدادات وكيابل الكهرباء الخاصة به والتي تنذر بالخطر من كثرة ما تتعرض الى اعتداء وسرقة التيار الكهربائي وتبدو اسلاك وتمديدات عشوائية (كحبال الغسيل) لجهات أخرى لا علاقة لها بالمبنى ووظائفه. الأمر الذي يهدد سلامة المبنى وقد تعريضه للحريق لا سمح الله.
صورة تجمع لوحات التعريف بمكتبة مكة المكرمة على الواجهتين الشرقية والجنوبية فوق السطح.

كما أن المبنى يخلو من أي نظام لمكافحة الحريق، فضلا على عدم تجديد طفايات الحريق والتي انتهت صلاحية استخدام موادها منذ ثلاثة سنوات مضت، ولم تجدد حتى اليوم.
وتبدو حال اللوحات التعريفية للمكتبة، لا سيما اللوحتان القديمتان والتي تم وضعها فوق سطحها في العام 1398هـ قديمة جدا وحالتها ظاهرة للعيان حتى الآن للناظر من ساحة الحرم الشرقية، أو من خلف المبنى للخارج من أنفاق جبل خندمة.

معظم أجزاء اللوحتين العلوية مكسرة وذائبة من تأثير العوامل المناخية والأمطار والتعرية والصدأ بعد مرور نحو 38 سنة على وضعها من دون صيانة أو تجديد، فيما تبدو اللوحة التي تعلو مدخل المكتبة الرئيس مغبرة ومتآكلة وبالكاد ترى، على عكس اللوحات الإرشادية المنتشرة على جسم الحائط الغربي للطابق الأرضي والتي تجددها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باستمرار، لتوعية الزوار بما يجب عليهم فعله عند زيارة الموقع وبعدة لغات أيضا!..

القاعة الرئيسية وردهات المكتبة كما تبدو من الطابق الأعلى.
تجديد الفرش والتكييف

عندما يدلف الزائر الى داخل مبنى المكتبة الآن، تبدو متغيرات جديدة ومشجعة لتحسين ظروف العمل في غرف وقاعات المكتبة ذا الطابقين بعد سنوات من النسيان والإهمال.

في أواخر العام الهجري الماضي، وبالتقريب بعد شهر رمضان المبارك، تم تحديث كامل لوحدات تكييف وتهوية الغرف والقاعات وبدت في حال أفضل من سابقتها المهترئة (17 وحدة تكييف في المبنى). لقد مضى على الوحدات القديمة قبل إحلال الجديدة أكثر من 35 عاما بلا تغيير أو صيانة منتظمة، الا لأربع وحدات فقط تبرع بها قبل سنوات فاعل خير للمكتبة.كما تم أخيرا تجديد سجاد وفرش كامل أرضيات المكتبة بعد أن كانت حالة سابقتها بالية. وتم التعميد بعد مطالبات بتجديدها منذ سنتين في ميزانية العام الهجري المنصرم، وبكلفة لا تتجاوز خمسون ألف ريال فقط.

جانب من قسم المخطوطات في الدور الثاني العلوي للمكتبة.
 ثلاثة آلاف مخطوطة نادرة

أهم كنوز المكتبة مخبوء في قسم المخطوطات النادرة، وهي تشمل جميع أصول أمهات الكتب في المذاهب الفقهية المختلفة. ويضم القسم حاليا نحو ثلاثة آلاف مخطوطة، مهداة كأوقاف بشكل حصري لمكتبة مكة المكرمة، وهي محفوظة في ظروف بائسة وتعاني من توفر أدنى الشروط البدهية في طرق حفظ المخطوطات النادرة وصيانتها كما يجب بالنظم الحديثة. ويفتقد هذا الكنز المعرفي الثمين الى:

1-              غياب الحراسة الأمنية للمكتبة.
2-              ضيق المكان فهي موزعة في غرفة ضيقة لا يتجاوز أبعادها تسعة أمتار مربعة فقط، وفي وضع بائس، يحرسها باب حديدي تم تركيبه أخيرا. خاصة بعد أن تم إخلاء مبنى المكتبة لشهور طويلة خلال عمليات إزالة شعب علي لصالح المصاطب المتدرجة في جسم جبل خندمة.
3-      تم مسح وتصوير المخطوطات وخزن نسخ منها وحفظها إلكترونيا بالأجهزة القديمة المتاحة في المكتبة.
4-      لا يوجد في المكتبة من هو متخصص في علم المخطوطات وطرق حمايتها بالأساليب العلمية الحديثة. غير أن مديرها الحالي الشيخ يوسف الصبحي يملك الخبرة والمهارة اللازمة والإخلاص في الحفاظ عليها بما يتوفر له من إمكانيات متاحة.
5-         معظم المخطوطات وبينها نحو 40 مصحفا بخط اليد تحتاج الى ترميم وتنقيح وتهوية للحفاظ عليها في حالتها الأصلية.
6-         تحتاج المخطوطات إلى أجهزة تبريد خاصة لحفظها من التلف والإهلاك بسبب ظروف التخزين غير المناسبة، وحرارة الطقس وتقلب الظروف المناخية طوال العام في مكة، الى جانب حمايتها من القوارض والحشرات ، ومنع تسلل والآفات الأخرى إليها، خاصة بعد أعمال قصّ وهدم الشعاب وصخور جبل خندمة الواقع خلفها.


واجهة مكتبة مكة المكرمة ويبدو مركز ومكتب هيئة الأمر بالمعروف بجواره تماما. 
مركز هيئة للتوجيه والتوعية ملاصق للمكتبة

إلى يسار المدخل الرئيس لمبنى المكتبة أقام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أرض تابعة لملكية المكتبة لإنشاء مركز توعية وتوجيه لزوار موقع المولد النبوي الشريف بالطبع لا رواد المكتبة.
الحق، أن هذا المركز هو الأكثر نشاطا وحماسا، كما أن غالب الذين يعملون فيه يتميزون بتعامل جيد وبرفق حسن مع الزوار. وهو آخر المراكز التوجيهية الستة التي أنشأتها الهيئة عند أهم المواقع النبوية بمكة المكرمة في كل من؛ جبل غار ثور، جبل النور وغار حراء، مقبرة المعلاة، ميقات عمرة النبي في الجعرانة، وآخرها في موقع الصخرات الكبرى التي وقف عليها النبي في حجة الوداع تحت سفح جبل الرحمة في مشعر عرفة.

موظفي الهيئة يوزعون المنشورات على زوار موقع المولد النبوي
ـ الصورة من موقع رئاسة الهيئة لحج العام الحالي.
وتعود قصة إنشاء المركز الملاصق لمبنى مكتبة مكة المكرمة إلى العام 1428هـ، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1)   طلب مسؤولي فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خطاب لفرع وزارة الشؤون الإسلامية عن رغبتها في وضع مكتب خشبي صغير (جاهز ومسبق الصنع) لغرض توعية الزوار للمبنى خلال فترة موسم الحج فقط، وتوزيع المنشورات عليهم وتمت الموافقة على ذلك.

2)   بعد إنشاء المكتب الخشبي وبدء العمل فيه حضرت لجنة من مسؤولي الهيئة لمعاينة موقع مركز التوجيه، وقاموا بالطلب من الرئاسة العامة لشؤون الحرم المكي والمسجد النبوي بتثبيت الموقع الجديد والمحدث لصالح فرع هيئة مكة.
3)   حصل مسؤولي فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة على موافقة بذلك من مسؤولي الرئاسة في 1433هـ وتم التأكيد لهم أن موقع مركز التوعية تابع للرئاسة، لا وزارة الشؤون الإسلامية، كونه خارج المكتبة وفي أرض تتبع لإشراف رئاسة شؤون الحرمين في الساحة الشرقية للمسجد الحرم.

4)   سارعت الهيئة إلى إقامة مبنى التوجيه والإرشاد الحالي بصفة دائمة، بعد أن تضاعفت مساحته، وجعل من ظاهر حوائط مبنى المكتبة موقعا لتركيب لوحات ضخمة لما يجب وما لا يجب فعله عند زيارة موقع المولد النبوي الشريف.

صورة من موقع هيئة الأمر بالمعروف أثناء موسم الحج الماضي.
   
الغريب واللافت أيضا خلال موسمي الحج والعمرة، أن نشاط وعمل مركز التوجيه والتوعية يطغى على وظيفة المكتبة ومكانة موقع المولد النبوي الشريف. وبات مركز الهيئة يبدو للزوار وكأنه هو الأساس ومناط مقصد الزوار. ولم يجد العاملين فيه أي غضاضة من استخدام حائط واجهة مبنى المولد النبوي الشريف، للتعريف بجهود المركز، والواجبات التي ينبغي للزوار اتخاذها عند الزيارة، الى جانب توزيع المنشورات والمواد الدينية والكتيبات التوجيهية لضيوف الرحمن.

كل هذه الجهود الحثيثة لمركز الهيئة لا يمكنها تغييب مفارقة واضحة تجعل الحليم يغرق في بحور من الحيرة والتعجب. فغالب أدبيات ومواقف كبار العلماء في المؤسسة الدينية ومنهم القائمين على هيئة الأمر بالمعروف تنكر وتنفي في شكل قاطع صحة نسبة هذا الموقع تحديدا، وأنه لم يثبت لديهم أنه يعود أصالة إلى مكان ولادة السيدة آمنة بنت وهب للنبي الخاتم في مكة المكرمة.

جانب من الطابق الأرضي لمكتبة مكة المكرمة
وبعيدا عن الدخول في مربع هذا الجدل والخلاف القديم، لا تزال مكتبة مكة المكرمة تشرع أبوابها للزوار والباحثين وطلبة العلم والمعرفة حتى اليوم للرجال فقط دون النساء!. وتستقبلهم في فترتين رسميتين الأولى تبدأ من الساعة 8 صباحا وحتى الواحدة ظهرا، فيما تبدأ الفترة الثانية في الخامسة عصرا وحتى التاسعة مساء.
وتدار المكتبة اليوم من 3 موظفين فقط صباحا ومثلهم في الفترة المسائية تحت إشراف ومتابعة مدير المكتبة الشيخ الباحث يوسف الصبحي.




7 تحولات تاريخية شهدها موقع المولد النبوي؟!

صورة تاريخية تحدد مسجد الخيزران على موقع مكتبة مكة المكرمة الآن.

مرّ موقع مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمراحل مختلفة انتقلت ملكيته وبني عليه مسجدا ومكتبة وهنا أبرز هذه التحولات:

1)   عاش في هذا البيت عبدالمطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن كانت دارا لوالده هاشم ابن عبد مناف، فورثها ابنه عبدالله بن عبدالمطلب وفيه ولدت السيدة آمنة بنت وهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

2)   شهد الموقع تفاصيل نشأة وحياة النبي صلى الله عليه وسلم طوال 53 عاما قبل هجرته إلى المدينة المنورة.

3)   بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة آل الموقع إلى عقيل بن أبي طالب. وبعد فتح مكة لم ينزل النبي في بيته، ولا في بيت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد وفضل النزول في بطحاء مكة، فوق المعلاة وقال: (وهل أبقى لنا عقيلا من رباع أو دور).

4)   ظلت ملكية الدار تنتقل في ورثة عقيل إلى أن تم بيعه لمحمد بن يوسف أخ الحجاج الثقفي. فأدخله في داره التي كانت تعرف بـالبيضاء وعرفت الدار بعدها بدار ابن يوسف.

5)   في حجة الخيزران - جارية الخليفة العباسي المهدي-  اشترت الدار، وأخرجت موقع المولد الشريف منه الى الزقاق (زقاق المولد المعروف سابقا) وأقامت عليه مسجدا يصلى فيه.

6)   بعد عقود من الزمن، هدم المسجد وظل الموقع ساحة أرض بيضاء مسورة لفترة من الزمن.

7)   عام 1370 هـ أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء مكتبة في الموقع وسميت بمكتبة مكة المكرمة، بناها الشيخ عباس قطان أول أمين لبلدية العاصمة المقدسة على نفقة شقيقته السيدة فاطمة قطان رحمهم الله.


معلومات وصفية عن مبنى المكتبة
غلاف كتاب عضو هيئة كبار العلماء عن مكتبة مكة.

قبل نحو 65 عاما شرع أمين العاصمة المقدسة عباس قطان في بناء مبنى المكتبة على النحو التالي:

1)     بناء طابقين فقط على مساحة أرض مستطيلة الشكل تمتد باستطالة من الشرق إلى الغرب بطول (21م) للجدار الشمالي، و (12.80م) للجدار الجنوبي بارتفاع (10م) كما ذكر الدكتور ناصر الحارثي (رحمه الله) في كتابه "أعمال الملك عبدالعزيز المعمارية في منطقة مكة المكرمة".
2)      للمبنى مدخلين، الرئيسي منهما في منتصف الجدار الغربي (الواجهة الرئيسية) مما يلي المسجد الحرام، والمدخل الآخر في الجدار الشمالي من الناحية الشرقية.
3)      يتكون الدور الأول من أربع غرف مستطيلة موزعة بمساحات مختلفة في أركان وجهاته الأربعة.
4)      قاعة رئيسية في وسط البناء طول أضلاعها 11.6م في 9 أمتار.
5)      له سبع نوافذ في الواجهات الشمالية والجنوبية والغربية، ونافذتان تطلان على الجهة الشرقية، قبل أن يتم إلغاء نوافذ الدور الأرضي بالكامل.
6)      يحتوي الطابق العلوي على ثلاث غرف بمساحات مختلفة، ولها ممرات تشرف على بهو مفتوح على القاعة الرئيسية في الأسفل. وتحتوى الغرفة الرئيسية على مكتبة المخطوطات القديمة، فيما تضم الأخريين على مجموعات المكتبات الوقفية المهداة لها من الأعيان وكبار الشخصيات.

وقد صنف عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان كتابا ثريا بالمعلومات عنها بعنوان "مكتبة مكة المكرمة قديما وحديثا ـ دراسة موجزة عن موقعها وتاريخها وأدواتها ومجموعاتها".


10 احتياجات عاجلة لحفظ مبنى مكتبة مكة المكرمة

صورة قديمة لمكتبة مكة المكرمة ويبدو أمامها كشك خشبي
كان مخصصا لتوجيه وتوعية زوار موقع المولد النبوي الشريف. (صورة من الإنترنت)

يحتاج مبنى مكتبة مكة المكرمة للحفاظ عليه إلى عدة أمور، هنا بعض منها:

1)   ترميم المظهر الخارجي بما يناسب عمارة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة به.
2)   فك الالتباس حول تحديد مرجعية الموقع وفق شروط صك الوقفية الشرعية وتحديد تبعيته لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وبين رئاسة الحرمين، وهيئة الأمر بالمعروف.
3)   تجديد هيكلها الإداري وتزويدها بعدد كاف من الموظفين، وتشغيلها كمكتبة عامة.
4)   تحديث أنظمتها لا سيما الأجهزة الخاصة بحفظ عناوينها ومخطوطاتها النادرة.
5)   صيانة وترميم المخطوطات والكتب القديمة، وتهيئة الدراسات والخطط العلمية والأجهزة الحديثة اللازمة قبل الشروع في ذلك.
6)   توفير كوادر من المختصين في حفظ وصيانة المخطوطات القديمة.
7)   توفير نظام حديث للسلامة ومكافحة الحريق.
8)   منع التعديات على عدادات التيار الكهربائي الخاصة بمبناها.
9)   توفير نظام لمكافحة القوارض والحشرات التي تهدد موجوداتها.
10)  توفير حراسات أمنية على مدار الساعة لضمان حفظ موجوداتها النادرة والثمينة.

صور لبعض أقسام مكتبة مكة المكرمة كما هي اليوم:

مكتبة الشيخ محمد بن لادن وبجوارها مكتبة الشيخ محمد أحمد شطا
مكتبة الشيخ عبدالحميد قدس
مكتبة الشيخ محمد ماجد كردي