السبت، 5 أكتوبر 2013


محاولة لاجتراح جدار السريّة واستنطاق الشائعات حوله:
لغزّ مفتاح "السديس" رقم 61 لباب الكعبة المشرفة!
ـ هل القفل والمفتاح الجديد في نسختين كأول مرة في تاريخ أبواب البيت العتيق؟!
ـ ما السرّ وراء عدم تسجيل باب الكعبة الموجود في المتحف الوطني في الرياض؟

 
د. السديس يتمعن في النسخة الأولى للمفتاح رقم 61 والى يساره د. محمد السويل (المصدر: موقع الرئاسة العام لشؤون الحرمين الشريفين)
 
د. السديس في صورته المثيرة للجدل أمام باب الكعبة وهو يحمل فيما يبدو النسخة النهائية لقفل باب الكعبة الجديد (المصدر السابق) 
 

مكة المكرمة: عمر المضواحي

في التاسع من شهر ذي القعدة الماضي وقبل ثلاثين يوما بالتمام على يوم عرفة حيث تبدأ مراسم فتح باب الكعبة لتجديد كسوتها السنوية ظهر للعلن ولأول مرة قفلا ذهبيا ومفتاحا جديدا بيد الرئيس العام لشؤون الحرمين د. عبدالرحمن السديس وهو يقف مبتسما على أعتاب باب الكعبة من دون سابق إعلان أو تمهيد!.

بين يوم وليلة بات المفتاح الذي يحمل الرقم 61 في سجلات مفاتيح أبواب الكعبة المعروفة لغزا كبيرا لا يعلم إلا الله، والراسخون في العلم مواصفاته مع قفله الجديد. هذا الحال أستوجب بذل محاولة متواضعة للقفز على أستار السريّة الحديدية للدخول الى عالمه واستنطاق ما نبت من شائعات كمصدر وحيد ومتاح لتركيب صورة ـ تشبه لعبة بازل ـ للخروج بشيء يمكن تخيله ولو عن جانب من هذا اللغز الكبير.
اليوم، يحمل كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي المفتاح رقم 60 لباب الكعبة المشرفة. والمفتاح ذي بدن اسطواني الشكل من حديد الإستيل الصقيل بطول 35 سنتيمتر متوجا بمقبض دائري ملبس بالذهب الخالص.

والمعروف أن هناك ثمانية وخمسون مفتاحا فقط هي كلّ ما يعرف العالم اليوم من مفاتيح باب الكعبة المعظمة. منها 53 مفتاحا في متحف طوب قابي في اسطنبول، واثنان في مجموعة نهاد السعيد الخاصة في الرياض، ومثلهما في متحف الفن الإسلامي في القاهرة، والأخير في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس.

واللافت أن آخر باب صنع في عهد الدولة العثمانية بأمر السلطان عبد الحميد خان في سنة 1309هـ الموافق لعام 1891م. تم استبداله بقفله ومفتاحه (الذي يحمل الرقم 59) في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز في العام 1398هـ . وهو غير مسجل ضمن السجلات العالمية، ولا يشار الى ذكره ابدا، رغم أنه كان موجودا ومعروضا بالكامل في متحف عمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة، قبل نقله الى المتحف الوطني في العاصمة الرياض. وتلك قصة أخرى!.

الصور المتوفرة للمفتاح رقم 61 بثها لأول مرة الموقع الإليكتروني للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في 14 /9/ 2013 المنصرم رفقة تقرير إخباري مطول. لكن التقرير وللأسف لا يقدم أي تفاصيل تذكر عن مواصفات القفل وخصائص المفتاح الجديد. وكان واضحا أن مسئولي الرئاسة قرروا الاكتفاء مبدئيا بالقاعدة الصحافية الشهيرة؛ الصورة تغني عن ألف كلمة!.. وقد كان!

هناك سرّ وغموض آخر يحوم حول القفل والمفتاح الجديد. ولا يحتاج من ينظر إلى القفل الذي كان بين يدي د. السديس وهو واقفا على أعتاب باب الكعبة، كبير جهد ليعرف بأنه نسخة أخرى ـ  قطعا ـ وتختلف في شكل جوهري عن النسخة التي تظهرها صورة أخرى وأخيرة لقفل ومفتاح وغطاء كالتاج في مكتب د. عبدالرحمن السديس أثناء لقاءه د. محمد السويل الرئيس العام لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بحضور نائب رئيس شؤون الحرمين الشريفين د. محمد الخزيم.

فهل نحن أمام نسختين لقفل المفتاح رقم 61 ؟!. لو صح ذلك، وهو ما يتضح بمقارنة الصورتين، فإننا أمام أول حالة لا سابق لها في تاريخ مفاتيح الكعبة المشرفة الذي يصنع لقفلها مفتاحا واحدا فقط يتم تسليمه الى كبير سدنة بيت الله الحرام ليحافظ عليه في حرز مكين الى حين الحاجة الى تغيير القفل والمفتاح معا.

الصورة الأولى للمفتاح رقم 61 تظهر د. محمد السويل الرئيس العام لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مكتب الرئيس العام لشؤون الحرمين، والى يمينه يجلس د. عبدالرحمن السديس وهو يقلب المفتاح بين يديه، ويدقق في صنعه ونقشه وقياس طوله في تركيز واضح.

تظهر الصورة أن طول المفتاح بدا في حدود 35 سم تقريبا مقسما على ثلاثة أقسام: رأس مكوّر عليه نقوش، ورقبة تبدو أنها إسطوانية أو على شكل منشوري متعدد الأضلاع والزوايا مكفتة بنقوش وزخارف دقيقة. أما بقية بدن المفتاح فتبدو كأساور متعددة أو فصوص مضلعة تنتهي في طرفه كرة بيضاوية تسند ثلاثة فصوص لفتح القفل.

وأمام د. السديس ود. السويل وعلى طاولة خشبية يظهر بوضوح جسم القفل الجديد وهو سداسي القطاع ومجوف في شكل اسطواني ينتهي بشبك متعدد الفتحات تناسب فصوص المفتاح. ويبدو أن طول بدن القفل أقل من 45 سم قياسا بحجم الطاولة الصغيرة. وتعلو مقدمة القفل طربوش على هيئة كأس محلى بزخارف ونقوش نباتية وعلى مقربة منه بدا غطاء القفل الذي صنع بدقة واضحة وكأنه تاج ملكي بكامل صفته ومواصفاته.

وتظهر الصورة، أيضا، أن القفل والمفتاح مصنوعان بطريقة جديدة وتصميم يختلف عن سائر أقفال ومفاتيح الكعبة السابقة والمعروفة. وأنهما صنعا بالكامل من الذهب الخالص مع نقوش هائلة ومتنوعة الزخرفة والكتابة محفورة ونافرة. وجوف القفل السداسي لا يظهر أي شيء لطريقة عمل المفتاح سوى شبك متعدد الفتحات. ويغلب على الظن أنها طريقة مبتكرة للقفل بالنظر الى نهاية فصوص المفتاح التي لا شبيه لها قطعا في نظرائه سابقا.

أما الصورة الثانية والأخيرة فهي تظهر د. السديس وهو يقارن قياسات القفل الكامل بيديه على باب الكعبة مباشرة، فهو يختلف تماما، شكلا وحجما وحتى وزنا، وكأنه نسخة أخرى معدّلة ونهائية خصوصا في القسم الأعلى لجسم القفل السداسي الذي يبدو مشابها الى حد ما بالنسخة الأخرى، ما عدا خلو الصورة من إظهار الغطاء الذي يشبه التاج الملكي.

 فالكأس المنقوش في أعلى طرفه (في الصورة الأولى) تحول الى شكل مقبض صقيل اسطواني الشكل بارتفاع 8 سم، وبدنه منحوت على شكل أضلاع خفيفة تستند على قاعدة مربعة الشكل بارتفاع 2 سم. وهي مثبتة ببدن القفل ويتصل من المقبض وإليه جسرا رباعي الأوجه يمتد لينتهي طرفة بشكل كروي مثبتة الى داخل مقبض آخر مشابه له في الصفة في الطرف المقابل للقفل!.

هذا ما يمكن الإشارة إليه حتى الآن. فالمفتاح رقم 61 ضرب عليه ستارا من السريّة لا ترشح عنه أي معلومة صغيرة أو كبيرة. فلا يعلم أحد حتى الآن طريقة عمله. وما إذا كان تقنيا أم بالطرق القديمة المعروفة. ولا من أشرف على تصميمه. ولا من نفذ صناعته بهذه الدقة الواضحة. وأين صنع هل في الداخل أم في الخارج. ولا يُعرف حتى نوع النقوش والزخارف والآيات والكتابات الظاهرة على جسم القفل السداسي الشكل.

كل ما تم الإفصاح عنه ـ حتى اليوم ـ سلسلة تقارير إخبارية عن لقاءات وزيارات  واجتماعات متبادلة، في شكل لافت، جمعت بين كبار مسئولي رئاسة الحرمين ومدينة العلوم والتقنية في كل من مكة والرياض خلال السنوات الثلاث الماضية. قبل أن يتم الإعلان عن سلة مشاريع للتعاون المشترك في تنفيذ عدد 16 مشروع بحثا علميا متعلقة بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وكالعادة لم ترشح أي معلومة عن طبيعة ومجال هذه الأبحاث العلمية أيضا، باستثناء ما يتعلق بتطوير أجهزة الصوتيات، وأنظمة الإضاءة في الحرمين الشريفين.

هذا التكتم والتعتيم من قبل رئاسة الحرمين ومدينة العلوم والتقنية خلق مناخا وبيئة خصبة للشائعات والأقاويل الخرافية، وكثرة الأسئلة المتعطشة لبرد الأجوبة المنطقية. لعل أخطرها وأكثرها إثارة للقلق ما تروجه الشائعات من أن رئاسة الحرمين ومدينة العلوم والتقنية اتفقا على التعاون في بحث مشترك يتعلق بمقام إبراهيم عليه السلام!

هذه الشائعات تؤكد، إحياء الملف القديم الخاص بوضع حلّ عملي لإزاحة مقام إبراهيم من مكانه الحالي، لتسهيل إدارة وحركة حشود الطائفين حول الكعبة. وأن رئاسة الحرمين مدعومة بكل ثقل هيئة كبار العلماء أكبر مؤسسة دينية في السعودية قررت الدخول في دراسة جادة بالتعاون مع مدينة العلوم والتقنية لوضع مقام إبراهيم بالكامل داخل أنبوب اسطواني (كالمصعد الكهربائي) بآلية وتقنية خاصة تسمح بإنزاله الى بطن صحن المطاف عند الزحام الشديد على أن يرفع آليا ليعود الى وضعه الطبيعي وفي المكان نفسه في غير أوقات الذروة!.

لكن ما يهم استعراضه هنا هو سلسلة من الشائعات المتعلقة بالقفل والمفتاح رقم 61 والتي باتت بفعل عدم الشفافية الى مصدر وحيد ومتاح لتلقف أخبارهما. لا من أجل تأكيدها كحقائق لا تقبل الشك، بل للالتزام بنقلها أمام القراء المهتمين أملا برفع أستار السريّة على جزء يهم كل مسلم ومسلمة لتعلقه بقبلته الوحيدة الكعبة المشرفة.

الشائعات لا تحيط بدور د. السديس ورئاسة الحرمين فحسب، بل شملت أيضا مدينة العلوم والتقنية في محاولات ملحة لكسر طوق السريّة  المفروض على القفل والمفتاح خاصة أن بيدها الخيط والمخيط كونها هي التي تتولى تصميم وتنفيذ قفل المفتاح رقم 61 عن طريق فريق علمي كلف بهذه المهمة السرية!.

فهل صحيح أن مدينة العلوم والتقنية لجأت الى شركة مايكروسوفت العالمية للاستعانة بخبراتها التقنية في صنع طريقة مبتكرة لعمل القفل والمفتاح؟. وهل صحيح أن التصميم اشتمل على لوحة مزودة بأرقام سرية كخزائن المال والمجوهرات؟. وهل يمكن تصديق تزويد القفل بخاصية استشعار البصمة بطلب خاص من د. السديس ـ كما تقول الشائعة ـ كي توضع عليها بصمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟. أم أن القفل والمفتاح يعملان من خلال جهاز تحكم عن بعد تسهيلا لفتحه وإغلاقه؟.

كل ما سبق شائعات لا يمكن تصديقها كونها تخالف العقل والمنطق ووظيفة المفتاح نفسه، فضلا عن رمزيته وخصوصية من يحمله ويحفظ عنده بأمر من الله تعالى وبأحاديث صحيحة تربطه حصرا على كبير سدنة بيت الله الحرام.

وجرت العادة أن يوضع اسم الخليفة أو السلطان أو الملك الذي يتولى حكم المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة على بدن القفل أو المفتاح أو عليهما معا مع تاريخ سنة صنعهما لتبقى شاهدة طوال التاريخ على نيله هذا الشرف الرفيع.

فما هو سرّ المفتاح رقم واحد وستين؟. وهل سيكشف النقاب عن معلومات أكثر من مجرد صورتين، بعد نحو 4 سنوات من الدراسات والأبحاث والتصاميم والتنفيذ ليتم تركيبه في منتصف شهر المحرم القادم 1435هـ خلال مراسم غسيل الكعبة المشرفة بعد انقضاء موسم الحج الحالي؟.

الله وحده، والراسخون في العلم فقط ـ في رئاسة الحرمين ومدينة العلوم والتقنية ـ هم من يملكون حصرا الإجابة الشافية عن لغز المفتاح رقم 61 لباب الكعبة المشرفة!.

غدا.. جزء آخر يتعلق بتاريخ أبواب الكعبة ومفاتيحها ولماذا لا يحتفظ السّدنة بنسخ منه؟!

الاثنين، 30 سبتمبر 2013


النسخة الكاملة لحوار سادن الكعبة المشرفة مع مزيد من صور اللقاء

كبير سدنة بيت الله الحرام يفتح قلبه لـ "العرب":

إذا كان السديس يريد سدانة الكعبة فليتقدم!



* كشف قصة تذويب صلاحيات وظائف السدانة وحقوقهم الشرعية..
   وقال: هي لنا خالدة تالدة لا ينزعها الا ظالم!


* السديس يتحدث عن قفل تقني للباب.. هل يريده بريموت كنترول ليفتح الكعبة عن بعد!












 
 









صورة حصرية - سادن بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي
 ينظر الى مفاتيح سدانة الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام
 
الشيخ عبدالقادر الشيبي خلال حواره الذي يضع
 النقاط على حروف قضية القفل الجديد لباب الكعبة المشرفة

جدة: عمر المضواحي

كان وجه الرجل يعكس ملامح حنق وغضب كامنين. وظل يحاول رسم بسمة ترحيب بضيوف يراهم أول مرّه. جاء الى صالون بيته يتهادى على ساعد أكبر أبناءه عبدالله. كانت قدماه بالكاد تحمل سنواته السبعين. وقفنا لمصافحته وهو يمدّ يمينه التي غسلت باطن وأعتاب الكعبة المشرفة مرارا وتكرارا. فاح العود والبخور، والورد والعطور، وكلّ أريج الكعبة.


إتخذ كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر الشيبي مجلسه في أقرب كرسي من باب الدخول. كان صدره يغلي كمرّجل وهو يردد: لم يبق لنا غير المفتاح.. لم يبق لنا غير المفتاح!.


ظل صامتا لبرهة قصيرة وهو يحاول إطفاء غضبه مرارا برشفات من كأس عصير بارد. وكنا نراقبه وهو يفتح ستائر قلبه وروحه ليستحضر سكيّنة الهدوء وهي تخيم على حواسه الخمسة.عرفنا معا ونحن نتمعن في ملامحه العربية ماذا تعني عبارة قهر الرجال!.


فجأة.. التفت مبادرا بالسؤال: هل عرفت ما صنع السديس!. أجبته لهذا أتيت، فما صنع د. السديس؟!.


لمعت إبتسامة في وجه السادن قبل أن يشير بسبابته للسماء: تصدق بالله، لم يحدث قطّ أن وقف غير أسلافي السّدنة موقفه على أعتاب باب الكعبة. ولا أعرف ما هو قفل باب الكعبة الجديد، ولا طريقة عمل مفتاحه. ظللت افكر طويلا بالأمر، مدينة العلوم والتقنية ورئاسة الحرمين؟.. ثم تساءلت هل هو بتقنية البصمة أم بأرقام سريّة مثلا؟!. ربما سيكون مفتاح "السديس" مزودا بتقنية تحكم خاصة "ريموت كنترول" ليفتح باب الكعبة عن بعد؟!.


ضحكنا جميعا.. وأيقنت أنه حان وقت الأسئلة وبدء الحوار:



غضبة مضريّة

س. ما وراء غضبتك المضريّة هذه على الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؟

تكرر استفزاز الرجل لنا بلا سبب نعرفه. ومسّ خصوصية وظائف سادن البيت الحرام مرّة تلو أخرى. أحسنا الظن مرات و مرات، واستغربنا جرأته وتماديه مرات أخرى. لكن أن يصل الأمر الى وقوفه على أعتاب الكعبة، فهذا كثير ولا ينبغى علينا السكوت عنه. لقد وصل الى صميم يقيننا نحن السّدنة من آل شيبة، أن السديس يعمل على إخلاء وظيفة سدانة الكعبة المشرفة من جميع واجباتها، وجعلها تختصر على حمل مفتاحها لا أكثر!.

س. لعل له عذرا وأنت تلوم؟.

أي عذر تتحدث عنه. هل السديس لا يعرف مهام ووظائف رئاسة الحرمين وهو رئيسها العام؟ ألم يقرأ أول بند في قرار إنشاء الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ ألم يفهم بوضوح أن البند الأول ينصّ صراحة باستثناء وظائف سدانة الكعبة وإخراجها من كل موضوعات مهام الرئاسة وصلاحياتها وأعمالها؟.

أيضا، ألم يقرأ وهو رجل دين وعلم ومنصب، أن الرسول صلى الله عليه وسلم  في فتح مكة وقف بين عضادتي باب الكعبة، حيث وقف السديس، فقال النبي: "ألا كل دمٍ أو مالٍ أو مأثرةٍ كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين إلا سقاية الحاجّ وسدانة الكعبة؛ فإني قد أمضيتهما لأهلها على ما كانت عليه؟".

ما قام به السديس تجاوزا ليس لأمور شرعيّة فحسب؛ بل ولأخرى تنظيمية وإدارية تحمل إمضاء ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله بصفته الرئيس العام للتنظيم الإداري للحكومة السعودية.

س. هل بينكم وبين د. السديس خلاف سابق؟

لا والله أبدا. ليس بيني وبين الرجل شيء. ولم اقابله سوى مرة واحدة فقط عندما حضرت حفل تسليم كسوة الكعبة المشرفة في غرة شهر ذي الحجة العام الماضي.

وللعلم أيضا أنا متولي سدانة البيت الحرام منذ ثلاث سنوات، ومع ذلك كان محضر تسليم الكسوة ممهورا بإسم إبن عمي د. صالح الشيبي وكيل عمي السادن السابق عبدالعزيز رحمه الله لا باسمي كما هو معتاد مع السدنة الأحياء. ومع ذلك لم أكترث لا بقليل أو كثير. سمحت لإبن عمي صالح بالتوقيع على محضر الإستلام، ثم استلمت أنا كسوة الكعبة وكيس مفتاحها من يد السديس نفسه، ووقفت على يمينه وأخذت لنا الصور الفوتوغرافية بهذه المناسبة السنوية.

مباركة ولي الأمر

س. هل يعني ذلك انه لم يتم ترسيمك بشكل رسمي ككبير لسدنة بيت الله الحرام حتى الآن عند استلام الكسوة؟

لا. الدولة لم تتدخل يوما في هذا الامر. نحن نتوارث السدانة في الجاهلية والإسلام وحتى اليوم. الآن أنا الأكبر سنا في عائلة آل الشيبي. ونحن نتّبع العرف الذي أمضاه النبي صلى الله عليه وسلم بتسليمها كابرا عن كابر من آل إبن أبي طلحة.


س. كن، كيف تقوم بمهامك وصلاحياتك من دون أي اعتماد رسمي لتوقيعك من الدولة؟

لم نتعود أن يتم ترسيم السادن من قبل الدولة. لان هذه ولاية نتولاها كابرا عن كابر. لكن جرت العادة أن يرفع لولي الأمر أن السدانة انتقلت بعد وفاة أي سادن الى الذي يليه، ويباركها ولي الأمر بتعميد الجهات المختصة.

وكلاء السادن في الرئاسة

س. لماذا لم تبادر بالإتصال على د. السديس لفهم اسبابه ولملمة تطورات قضية القفل في أضيق نطاق ممكن؟

لا لا لا.. لم ولن أتصل بالسديس. ولماذا أتصل به. إذا كان لديه تعميدا من الملك حفظه الله بصنع قفلا جديدا لباب الكعبة فهل يعقل أن أتصل به أنا لأسئلة عن تعميد لم أعرف بصدوره. أم من الواجب عليه هو أن يتصل بنا ليبلغنا بصدور التعميد السامي لو حدث ذلك؟. علما أنه لدي كسادن أربعة وكلاء رسميين مسجلين في رئاسة الحرمين منهم د. صالح الشيبي، ومع ذلك لم يبلغ أي أحد منهم بخصوص القفل الجديد، وقد استفسرت منهم فردا فردا بشكل مباشر.

هل يعقل أن السديس أو أي مسئول في الرئاسة لم يجدوا دقيقة واحدة فقط لإشعارنا وإطلاعنا على أمر القفل والمفتاح الجديد منذ لحظة التفكير فيه وحتى صناعة نموذج أولي لتصميمه بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هناك في الرياض، مع ملاحظة أن بيتي في مكة على مسافة أمتار من قصره في حي العوالي.

خلل المفتاح

س. يقال أن مفتاح الكعبة الحالي فيه خلل ما أو عيوب تصعّب عملية فتح بابها إلا بمشقة على يد السادن. ما صحة هذه الرواية أيها السادن؟

أبدا غير صحيحة على الإطلاق. أنا حامل مفتاح الكعبة وهو في حوزتي الآن. ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن عصلج (واجه مشكلة) في يدي عند فتح باب الكعبة. هذا كله كذب وإفتراء لا اساس له. لو كان في المفتاح عيّب أو خلل، لبادرت شخصيا بطلب تجديده من المقام السامي كما جرت العادة في كل احتياجات خدمة الكعبة المشرفة ظاهرا وباطنا.

ترميم بناء الكعبة

س. هل  الخلاف حول القفل الجديد هو الأول من نوعه لباب الكعبة المشرفة؟

نعم، هذه اول مرة تحدث فيما يتعلق بمفتاح الكعبة. ومنذ ستين سنة وأنا لا اذكر أن حصل مع والدي أو أعمامي السدنة مثل هذا الموقف أبدا. هناك حدث واحد أذكره جيدا مع عمي السادن عاصم الشيبي رحمه الله. ملخصه أنه في إحدى المناسبات الرسمية شعر باهتزاز الباب ككل لا المفتاح في جدار بناء الكعبة فقام على الفور برفع ملاحظة عاجلة الى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حول الموقف الذي حدث له للنظر فيه بما يراه المقام السامي.

بعد زمن قصير استدعى الملك فهد كبير السدنة وجمعا من كبار أسرة آل الشيبي للقائه في المدينة المنورة آنذاك. كنت ممن حضر اللقاء الخاص. حيث قام الملك فهد يومها بإطلاعنا على مقاصده وأنه أصدر توجيهاته السامية بترميم شامل لبناء الكعبة المشرفة (بعد مرور نحو 400 عام على البناء القديم الذي قام به السلطان مراد الثاني في عهد الدولة العثمانية سنة 1040 هـ)، ووجه بإحضار الرسومات والخرائط الموضحة لإطلاعنا على كل تفاصيل المشروع قبل البدء في تنفيذه.

أبواب حِجّر إسماعيل

س. في شهر مايو الماضي قامت رئاسة شؤون الحرمين بوضع بابين على مداخل حِجّر إسماعيل عليه السلام. وفي أغسطس الفارط تم تجديد فوانيس الحِجّر وطلائها بماء الذهب هل تم إشعاركم بهذه المهام التي تدخل في حياض وظائف السّدانة؟

لا لم يحدث قط،. وحِجّر سيدنا إسماعيل عليه السلام جزء أصيل من الكعبة المشرفة كما يعلم الجميع.

لكن في موضوع وضع أبواب على الحِجّر ينبغي التوضيح. فكما نعرف حقوقنا ووظائفنا، نعرف أيضا ماذا علينا من واجبات. نحن كسدنة البيت العتيق لا نتصرف من تلقاء أنفسنا، أو بنوازع مكارهة أو تحبب لمصالح او جلب منفعة في قيامنا بوظيفتنا الدينية التي شرفنا الله ورسوله بحملها خالدة تالدة الى يوم القيامة.

فالحجر فيه حديث نبوي واضح روي في الصحاح عندما طلبت السيدة عائشة أم المؤمنين من النبي دخول الكعبة مساء. فأجابها صلى الله عليه وسلم بقوله "إإذني قومك ـ يعني بني شيبة ـ فإن أذنوا لك فأدخلي". فذهبت السيدة عائشة رضي الله عنها الى إبن أبي طلحة ليفتح لها باب الكعبة. فأجابها: ما لنا عادة أن تُفتح الكعبة بليل. ولكن إذا أمرنا رسول الله فعلنا ـ وهنا الشاهد الذي نستند عليه كسدنة بحق ولي الأمر بفتح الكعبة متى شاء .

فعادت وأبلغت النبي بالأمر، فلم يرضى عليه السلام بأن يأمر السادن كي لا تكون عادة. فقام وأخذ بيدها فادخلها الحِجّر. وهذا دليل صريح على أن دخول حِجّر إسماعيل يتم بدون استئذان السدنة من بني شيبة. وقال لها صلى الله عليه وسلم " صلي هنا فإنه جزء من الكعبة".

ويستفاد من هذا الحديث أن حجب الناس عن الدخول لحِجّر اسماعيل ليس من حق أهل السدانة كدخول الكعبة،. بل من الواجب تركه للناس وأداء صلاة النافلة فيه. وهنا كان يجب على السديس والرئاسة أن لا تضع بابين له، ويمنع المسلمون من حق التعبد فيه في أي وقت شاءوا في ليل أو نهار ماعدا وقت الصلوات الخمسة.

صيانة الحجر الأسود

س. قبل أسابيع تم تناقل مقطع فيديو في موقع اليوتيوب يصور عملية صيانة وتلميّع للحجر الأسود على يد إبن شيخ صاغة مكة فيصل بن أحمد بدر. وأيضا من دون أن يظهر في المشهد حضور أي شخص من سدنة الكعبة.. هل تم إبلاغكم؟

أيضا لم يبلغنا أحد بهذا الأمر كالمعتاد، وهي تصرفات لا نعلم عنها أبدا، الا بعد أن تحدث وتشاع بين الناس. أما أن يحدث شيء عند الكعبة ولا يعلن عنه رسميا أو نبلغ فيه فبالتأكيد لن نعرفه.

إحرام الكعبة

س. في حج العام الماضي إمتنعت رئاسة الحرمين من إمضاء عادة إحرام الكعبة، قبل أن تعود هذا العام الى ما كانت عليه سابقا. ماهو تفسيركم لقرار المنع والعودة منه؟

سمعت ولست متأكدا، أن السديس أيضا هو من رفض إحرام ثوب الكعبة جريا على هذه العادة التقليدية في كل مواسم الحج منذ القدم لمنع الحجاج من قص أجزاء منها. وقيل أنه رأى بعدم صحة هذه العادة. في السابق كانت تتم عملية تغيير الكسوة القديمة بالجديدة تحت إشراف كامل من السدنة، بالتعاون مع إدارة الحرم المكي قبل أن تتطور الى رئاسة شؤون الحرمين.

طبعا تغير الحال وسحبت الرئاسة هذه الصلاحية أيضا. فهي الآن التي تقوم بتركيب الكسوة والإشراف على عملية تغييرها في شكل كامل، بينما يتولى السادن يومها بفتح باب الكعبة فقط بهذه المناسبة.

قفل الملك عبدالله

س. كم قفلا لباب الكعبة المشرفة. هل صحيح أن له قفلان داخلي وخارجي. وماذا عن القفل الجديد الذي أمر به الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتم تركيبه بيد الأمير خالد الفيصل في منتصف شهر محرم الماضي وتسليمكم مفتاحها الآخر كما نشر في الصحف؟

لا، هذا موضوع آخر يحتاج الى توضيح. وصاحبه لغط غير صحيح. القفل الداخلي الجديد الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هو لباب التوبة الصغير المؤدي الى السطح من داخل جوف الكعبة. قديما كان محله ستارة خاصة به فقط، ثم في ترميم الملك فهد الشامل لبناء الكعبة صُنع بابا خاصا بديلا عن الستارة، ولم يكن للباب الجديد (مساحته بمقاس واحد على ثمانية من باب الكعبة الرئيس) قفلا خاصا به.

ولما دعت الخشية أن يقفل باب الكعبة الرئيسي مع نسيان وجود شخص في السلم المؤدي الى سطحها، قام عمي السادن عبدالعزيز الشيبي بوضع قفل عادي عليه احترازا من نسيان أحد داخل جوف الكعبة. وعندما علم الملك بذلك أمر حينها بعمل قفل جديد صنع من الذهب على نفقته الخاصة لباب التوبة الداخلي. وبالفعل تم تركيبه في منتصف شهر محرم الماضي وتم تسليمي مفتاحه بعد تركيبه بحضور أمير مكة. أما باب الكعبة الرئيس فليس له سوى قفل خارجي، ومفتاح واحد فقط.

نعامل بالمكارهة

س. هل ترون أن هذه التدخلات المتكررة على وظائف كبير سدنة بيت الله الحرام وواجباته مقصودة تجاهك شخصيا من رئاسة الحرمين؟

لقد تعودنا مثل هذه التصرفات من رئاسة الحرمين في عهد السديس، الى درجة أصبحنا نراها طبيعية. ولا يمكن تفسيرها الى أنها من باب "المكارهة" لأسرة آل الشيبي وكبير سدنة بيت الله الحرام. ربما بعض المسئولين فيها يعتقدون أن وظيفة سدانة الكعبة المشرفة هي وظيفة دنيوية لا دينيّة متشرفين بها آل شيبة كابرا عن كابر. وأنه بالضغط المستمر عليهم من الممكن أن يتقدموا بطلب التقاعد والإحالة على المعاش!.

وأود هنا أن اشير الى نقطة مهمة، وهي أن علاقتنا كسدنة لبيت الله الحرام مع رئاسة شؤون الحرمين وتعاملنا معها محصور في أمرين إثنين فقط. الأول إستلام شيك منها بقيمة تعويض لكسوة الكعبة المشرفة بمبلغ مليون ريال سنويا فقط. قبل أن اتولى توزيعها على أكثر من 400 فرد من أسرة آل الشيبي بواقع 2500 ريال فقط لكل شخص أي 208 ريالات شهريا.

ومن المعروف تاريخيا أن كسوة الكعبة كانت بالكامل للسادن، وكان السدنة يقومون ببيعها والاستفادة من ثمنها، الآن نحن لا نبيع قطع كسوة الكعبة، ولكنها متوفرة في الأسواق لمن يريدها.

والعلاقة الثانية مع الرئاسة هي باستلام قيمة شراء مستلزمات مراسم غسيل الكعبة (مرتان في كل عام) وفق فواتير مفصلة للمشتريات ثم نقدمها لرئاسة الحرمين لدفع قيمتها وهي عادة لا تتجاوز مبلغ 75 ألف ريال فقط. هذا كل ما يتعلق بعلاقتنا مع رئاسة شؤون الحرمين. أما من جانبها فحدث ولا حرج من التدخلات ونزع الصلاحيات ومنع الحقوق الخاصة بوظائف كبير السدنة أو العامة لأسرة السدنة من آل الشيبي وهي أكثر من أن تحصر. وقد رفعنا لأولياء الأمر في قيادتنا الرشيدة تفصيلا بكل شيء، ونأمل النظر فيها والتوجيه بما يراه المقام السامي.

فحوى البرقيات

س. ماذا كان فحوى البرقيات اللتي قمتم برفعها للملك عبدالله وولي عهده وأمير مكة؟

رفعنا توضيحا لما حدث حسب وجهة نظرنا، فمن المعروف بشكل لا لبس فيه أن الحرم المكي يتبع الكعبة المشرفة لا العكس. وأننا قرأنا في مواقف وتصرفات السديس تعديا على حقنا غير المنازع عليه. وبأننا لا نعلم عن هذا الامر شيئا. كما أقترحنا فيها تشكيل لجنة من هيئة كبار العلماء لأخذ رأيهم في الوظيفة الدينية التي يحملها سدنة الكعبة من آل الشيبي وحصرها فيهم. وبيان أنها وظيفة مستقلة ومنفصلة عن دور ووظائف وصلاحيات رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، حتى لا تختلط الأمور والوظائف بينهما.

آية بني شيبة

س. شيخ عبدالقادر، لابد وأن سمعتم أو وقفتم للصلاة خلف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس. ماذا يدور في ذهنك عندما يقرأ في إمامته للصلاة قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) وهي الآية التي نزلت فيكم وعنكم على وجه خاص في فتح مكة؟

أطرق برأسه قليلا،. ثم قال: ليس كل من يقرأ القرآن الكريم ينفذه. هناك دائما أناس أصحاب مصالح من الذين لا يراعون الحقائق الدينية حق المراعاة. ويحاولون دوما الالتفاف عليها بطريقة من الطرق. في اعتقادي أن خطوات مكارهة السديس المتتابعة لسدنة البيت العتيق، وآخرها ظهور صورته في الصحف وهو يحمل قفلا جديدا أمام باب الكعبة أعتبرها خطوة عملية لتأليف الناس شيئا فشيئا على واقع جديد. واقع ليس فيه شيئا إسمه سدانة الكعبة أو أسرة من بني شيبة. وهذا ما نشعر به الآن كسدنة لبيت الله الحرام.

تقاعس السدنة

س. عفوا يردد كثيرون أنكم لم تدافعوا كما يجب أمام تغوّل رئاسة شؤون الحرمين على صلاحياتكم ووظائفكم كسدنة للبيت العتيق، ويحملونكم كل المسؤولية عن تقصيركم. كيف تردون؟

الإنسان يدافع حسب طاقته وقدرته والظروف التي تحيط به. في الماضي القريب كانت إدارة الحرم المكي سابقا والتي تمثلها الآن رئاسة الحرمين، إدارة بسيطة في مبنى صغير. وكان أغلب الموظفين من بيت الشيبي. وكان لا يزيد عدد موظفي إدارة الحرم التي  كان يرأسها السيد عبدالقادر نائب الحرم، وقبله والده. عن 10 ــ 12 موظفا فقط من العائلات المعروفة في مكة.

وكانت جميع مسؤليات إدارة الحرم ينفذها شباب مكة، حتى عمال النظافة منهم وفيهم. الآن لو رأيت مبنى رئاسة الحرمين في مكة تصاب بالفزع من حجم أدواره ومساحة مكاتبه ومواقف سيارته وعدد موظفيه من خارج مكة. وبالرغم من كل ذلك، لا يوجد اليوم حتى موظف واحدا فقط من آل الشيبي في رئاسة الحرمين. وكلما يتقدم أبنائنا لها يتم إبعادهم بطريقة من الطرق تحول دون تعيينه. ولا نعرف والله سببا لكل هذه المكارهة.

لقاء السديس والسادن

س. بعد أيام، وفي غرة شهر ذي الحجة سيقام الحفل الرسمي لتسليمك الكسوة السنوية للكعبة المشرفة بصفتك كبير سدنة بيت الله الحرام من يد د. عبدالرحمن السديس. ماذا ستقول له عندما تلتقيان وجها بوجه وتتصافحان يدا بيد؟

إذا التقيت به خلال حفل تسليم ثوب الكعبة، سوف أحدثه بما في نفسي واستطلع منه حقيقة الأمر. يهمني معرفه مقاصده في تصرفه الأخير بالوقوف أمام باب الكعبة. وسوف أسأله عن سبب تهميشه المتواصل لوظائف سدانة البيت العتيق. وما إذا كان عنده رغبة خاصة بضمها إليه من دون لفّ أو دوران!.