الخميس، 20 مارس 2014

عين زبيدة .. حكاية الماء في عطش مكة!



 
سدّ وقنطرة الخاصرة  بين مشعري عرفات ومزدلفة وهو أحد شواهد عين زبيدة في مكة المكرمة


مكة المكرمة : عمر المضواحي
حكاية الماء في مكة مقرونة دوما بعواطف الأمومة والإيثار والرحمة في قلوب النساء!. فمنذ أن نبع ماء زمزم غياثا للسيدة هاجر وطفلها إسماعيل، بعد أن تركهما إبراهيم الخليل عليهم السلام في جوف واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، دبّ سرّ الحياة والخصبّ في مكة وفاض النبع رواءً يطفئ ظمأ الروح وعطش الجسد حول الماء المقدس.. والقصة معروفة.
بين الماء والنساء علاقة حميمة. وفي أهم مفاصل قصص العطش في مكة كانت المرأة حاضرة دوما لتسقي أهل أم القرى ووفد الله الى بيته العتيق. وليس في معالم مكة وبطاحها حتى اليوم أثرا تاريخيا خالدا أعظم من مشروع عين زبيدة بأقنيته وقناطره وجسوره وخرزاته الصامدة منذ نحو 1248 عاما مضت.
قصة السيدة زبيدة بنت جعفر إبن أبي جعفر المنصور ماثلة للعيان، لتحكي واحدة من أشهر حكايات الماء والعطش في مكة ونذرها لحياتها وأموالها لتوفير الماء لوفد الله وضيوفه إبان خلافة زوجها هارون الرشيد في العصر العباسي (170هـ الى 193 هـ  / 876 م الى 809 م ).

فيما تسطر كتب التاريخ وبعد نحو ثمانية عقود من الزمن بأحرف من نور إسم السلطانة فاطمة خانم كريمة السلطان العثماني سليمان القانوني بعد أن طلبت منه في العام 969 هـ أن يأذن لها بإكمال ما بدأته السيدة زبيدة العباسية. فناسب السلطان أن تكون أخته هي أيضا صاحبة هذا الخير، وأذن لها في ذلك فأوصلت ماء عين زبيدة الى مكان عين حنين في مكة لأول مرة في التاريخ بعد عمل شاق إستمر عشر سنوات (979 هـ / 1571م)
د. معراج مرزا أمام سدّ الخاصرة
عين زبيدة
يقول د. معراج مرزا أستاذ الجغرافيا في جامعة أم القرى: " تحت جبل الرحمة، وحتى الآن، لا تزال بقايا قنوات عين زبيدة شاهدة للعيان. وكان الى عهد قريب حنفيات حجرية خرطت كتحف فنية جميلة ووضعت على القناة ليشرب الحجاج منها بيسر وسهولة، وبعد أن توفر الماء في العهد السعودي الزاهر تعرضت تلك الحنفيات الى الإهمال والإندثار".

في جولة خاصة، لتتبع جانب من قنوات عين زبيدة في المشاعر المقدسة، كان د. معراج يتوقف أمام كل آثارها الصامدة بين عرفات و المشعر الحرام. وطوال مسيرنا كانت تبدو قناطر المياة الصخرية وهي ممتدة كسوار عريض يحيط خصر الجبال المطلة على الطريق المؤدي الى مزدلفة. أحجار ملونة ومتعددة الأحجام مرصوفة باتقان مدهش يراعي إنسياب المياه رغم الجبال والتلال والوهاد، وظلت على مدى قرون تنقل في جوفها سرّ الحياة بين جبال المشاعر المقدسة ومنازل الحجاج في بطاح أوديتها الجافة.
قنوات عين زبيدة على جبال المشاعر المقدسة


 
بعد نحو كيلو مترات على يمين الطريق النازل الى مزدلفة إنعطفنا يمينا لنتابع سور قنوات العين على سفح الجبل عبر طريق غير مرصوف الى فضاء مفتوح مهمل في واد جاف يضيق بصخور وأحجار نقلتها سيول قديمة، وأكوام من الردّم ومخلفات البناء، إطارات تالفة، وبعض الأشجار الشوكية.
مدخل من طريق عرفات مزدلفة يؤدي الى سدّ الخاصرة 
 وبعد نحو 500 متر تجلت أمامنا واحدة من أهم وأجمل محطات عين زبيدة في مكة. والمعروفة بإسم "الخاصرة" على إسم واد ضيق بين جبلين أقيم بينهما سدّ يحمل قنطرة ماء يجري في أعلاه بارتفاع يزيد عن عشرة أمتار مرصوف بالحجارة والجصّ والطين في شكل هندسي بديع،
 
بدا أن المكان محطة إستراحة رئيسية للحجاج والمسافرون بين مكة والطائف في القرون الماضية، غير أنها الآن خاوية على عروشها، لا يعرف الطريق إليها إلا من قرأ عنها، وقلة من أهل مكة كما يقول د. معراج مرزا.
 







خرزات (غرف تفتيش) لأقنية مياه عين زبيدة تحت الأرض
سرنا على الأقدام في إتجاه القنطرة لتفقد المكان والتقاط الصور. دوى صوت نباح كلاب وثغاء أغنام وصياح ديك ونقنقة دجاج!. كان للسد بابين نافذين لجانبي مجرى الوادي الضيق. عبرنا الباب لنجد أحواشا وزرائب لتربية الضأن والأغنام وأعشاش للدواجن، وكلبين أسودين لحراسة المكان، فيما وضع صاحب الأغنام زيرا كبيرا من طين الفخار لحفظ الماء باردا جراء عبور التيار الهوائي بين منفذي الباب الضيق.
 
مرفق مائي سياحي
يقول د. معراج مرزا، هذه المنطقة من السهل جدا إستثمارها فيما لو رممت وأعيدت لها الحياة من جديد. وهي تتوفر على كل شروط إقامة مرفق مائي كامل الأركان والمواصفات، ويستحق أن يكون محطة سياحية وترفيهية يستفاد منها طوال أيام العام أهالي مكة والمعتمرون والزوار للإطلاع على جانب قائم يؤكد عظمة التاريخ الإسلامي، وهندسة نظم المياة في الحضارة الإسلامية، وعمارتها الفريدة.
 

40 كيلو متر بلا مضخات!
ويقول الدكتور عادل بن محمد نور غباشي أستاذ التاريخ ونظم الحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى إن أثار عين زبيدة تعد من أبرز الأعمال والمشروعات العمرانية المشرقة في تاريخ مكة المكرمة، وهي مكملة للتاريخ الحضاري والمشرق لمملكتنا الحبيبة التي نعتز ونفتخر بماضيها وحاضرها ومستقبلها بإذن الله.

أضاف: آثار عين زبيدة في طريق الحج العراقي وأعمالها العمرانية في مكة  تحكي قصة بنائها وطرازها المعماري بتميز المعماريين المسلمين وأساليبهم المعمارية لحمايتها وتسهيل جريان مائها وإيصاله طبيعيا الى مكة دون آلات ضخ أو رفع لمسافة تقدر بنحو 40 كم.

 
أسطورة زبيدة
ويصف محمد بن عمر حسين نتو وهو باحث يحمل درجة البكالوريوس في الجغرافيا ويدير الآن  متحفا تاريخيا في مكة المكرمة أنه عندما وصل بناء قناة مياه عين زبيدة الى الخاصرة، وهو مجرى أحد السيول قام البناءون بتشيد هذا السدّ لحجز تلك السيول، والتحكم في تدفقها لسقيا المزارع الواقعة قديما في أسفله، ومن ثمَ تصل إلى "المزدلفة" عبر جبل خلف "منى" ، ثم تصبّ فى بئر عظيمة مرصوفة بأحجار كبيرة جدًا تُسمّى "بئر زبيدة".

ويضيف بأن الكثير من الناس يعتقدون أن عين زبيدة ممتدة من العراق إلى مكة المكرمة. وكثير منهم يصرّون على ذلك. ولكن الحقيقة أن أصل ماء هذه العين يأتي من وادي النعمان شرق مكة المكرمة يسار المتّجه منها إلى الطايف. ولابد لكل عابر للطريق اليها صعودا أو نزولا من أن يشاهد على سفوح الجبال بقايا بناء قناة "زبيدة" الأسطورية التى أمرت بتنفيّذها السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد بعد حجها في العام 186هجرية وحفرها قنوات مائية تتصل بمساقط المطر.

ويؤكد الباحث محمد نتو الذي يهم بإصدار كتاب يصدر قريبا بعنوان (شواهد تاريخية مكة المكرمة) أنه خلال سنتين من البحث والتقصي والتردد على أهم مواقع بقايا قنوات عين زبيدة وجدها تعاني الإهمال والإندثار، ومنها ما تم مصادرة أراضيه في وادي عرنة ودخول أكثرها في أحواش غير نظامية. مطالبا هيئة السياحة والآثار بالتدخل العاجل لإنقاذها من الإندثار، كما طالب إدارة عين زبيدة في منطقة مكة، ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لترميم عين زبيدة، ببذل المزيد من الجهد والدراسات التي أستمرت اكثر من 12 عاما دون أن يحدث شيء ملموس على أرض الواقع.

د. عادل غباشي

إطار 1

زبيدة أول من أدخل مياه الحلّ الى الحرم في مكة

يقول الدكتور عادل بن محمد نور غباشي الذي حصل على درجة الدكتوراه في العام 1410هـ عن مصادر المياة في مكة المكرمة، وأحتل موضوع "عين زبيدة" أكثر من 40 % من رسالته لنيل الدرجة العلمية: نجحت السيدة زبيدة نجاحاً كبيراً في أعمالها المعمارية الخيرية على طريق الحج الذي سمي باسمها، حتى أن الرحالة ابن جبير الذي زار مكة تأثر بمستوى الخدمات التي كانت تقدم على الطريق عبر الاستراحات ومرافق المياه كالبرك والآبار وغيرها فقال: " هذه المصانع والبرك والآبار والمنازل من بغداد إلى مكة هي آثار زبيدة بنت جعفر بن ابي جعفر المنصور زوج هارون الرشيد وابنة عمه ، انتدبت لذلك مدة حياتها ، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع إلى الآن ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سكنت هذا الطريق والله كفيل بمجازاتها والرضا عنها".

أضاف: لما بلغ السيدة زبيدة معاناة سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام من قلة المياه، أمرت ببناء بركة بمكة وجلبت إليها مياه عين من داخل حرم مكة، إلا أن ماءها كان قليلاً ولم يف باحتياجات السكان، وحينئذٍ أمرت زبيدة جماعة من المهندسين، بإجراء مياه عيون الحل إلى مكة على الرغم من أن الناس في ذلك الوقت قالوا لها إن مياه الحل لا تدخل الحرم، لأنها تمر بمرتفعات وجبال تمنعها، بيد أنها أصرت على عملها، وبعثت بأموال عظيمة لتحقق هدفها. ويمكننا القول بأن أعمال زبيدة المعروفة بعين زبيدة لتوفير المياه من الحل قد أخذت طريقين، هما: عين حنين وعين عرفه.

عين حنين
أتجه المهندسون والعمال أولا إلى منطقة حنين التي اشترت زبيدة بساتينها، فأبطلوها وأنشأوا موضع ذلك سداً، لاجتماع السيول المغذية بمياهها لتلك المنطقة، ثم جلبوا مياه عيون تلك البساتين، عبر القنوات إلى مكة، وغذوا القناة بمجموعة من الروافد منها عين المشاش وعيوناً أخرى داخل حرم مكة، فضلاً عن اتخاذهم لمجموعة من البرك، التي تجمع مياه السيول، وتغذي بها قناة عين حنين.

ومما تجدر الإشارة إليه أن المهندسين والعمال واجهوا أثناء عملهم جبلاً منعهم من إيصال الماء إلى مكة، عند ثنية خل الواقعة على حدود حرم مكة بالقرب من أعلام نجد، لكن إصرار زبيدة على إنجاز مشروعها وما بذلته من أموال، ساعد على تخطي ذلك الأمر الصعب، وتم لها ما أرادت. وكلفها ذلك المشروع مبلغ مليون وسبعمائة ألف دينار ذهباً.
أما تاريخ السنة التي أنشئت فيها هذه الأعمال، فقد حددها لنا الأزرقي بعام 194هـ / 809 م ، وأكد ذلك الفاكهي بقراءته لنقش كتابي كان على بركة زبيدة التي بالمعلاة نصه: " بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وصلى الله على محمد عبده ورسوله بركة من الله مما أمرت به أم جعفر بنت أبي الفضل جعفر ابن أمير المؤمنين المنصور – رضى الله عن أمير المؤمنين – بإجراء هذه العيون سقاية لحجاج بيت الله وأهل حرمه، طلب ثواب الله وقُربة إليه على يدي ياسر خادمها ومولاها سنة – 194 – أربع وتسعين ومائة.

عين عرفة
أما ما ورد بشأن إجراء السيدة زبيدة مياه عين عرفة من وادي نعمان إلى بئر زبيدة الواقعة بحي العزيزية اليوم، فقد أشار المؤرخ قطب الدين النهروالي (ت990هـ) ومن أتي بعده من المؤرخين المعاصرين ، إلى أن من أعمال السيدة زبيدة لخدمة حجاج بين الله الحرام، إجراء مياه عين نعمان في قناة إلى جبل الرحمة بعرفة ثم من هناك إلى جبل خلف المأزمين، ثم منه إلى مزدلفة، ثم تسير القناة إلى أن تصل إلى جبل خلف منى، فتصب عند ذلك في بئر عظيمة مطوية تسمى بئر زبيدة.

كما وردت اشارة في كتاب" العقد الثمين" للفاسي هذا نصها: " زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور … عظمت عنايتها بإجراء الماء إلى مكة … ووجدت بخط بعض المؤرخين أنها اهتمت بحفر الأعين بعرفة ومنى ومكة ". وهذا النص يجعلنا نرجح أن المؤرخ قطب الدين النهروالي، قد اعتمد في نقل أخبار عناية السيدة زبيدة بإجراء ماء نعمان إلى عرفة، ومنها إلى بئر زبيدة على مصادر تاريخية، لم استطع الوصول إليها.
ويظهر مما سبق أن المشروعات المعمارية التي نفذت ، كان لها أثرها الكبير في توفير المياه لسكان مكة وحجاج بيت الله الحرام، إلا أنها كانت تتطلب متابعة دائمة لأعمال الصيانة وإعمار ما تخرب تستمر المياه في عطائها، وعلى هذا فقد حدث نقص في المياه وتوقف وصولها في سنيين عديدة عبر القرون الإسلامية منذ أن أتمت زبيدة مشروعها، وذلك لخراب القنوات أو قلة هطول الأمطار في سنين مختلفة مما تقل معه كمية مياه العين.

الملك المؤسس وعين زبيدة
يؤكد د. عادل غباشي أنه في عهد الملك عبدالعزيز ( يرحمه الله ) ومنذ ضمه لمكة المكرمة إلى حكمه عام 1343هـ بدأ عهداً جديداً من الأعمار والإصلاح لعين زبيدة وقنواتها وبركها والأسبلة والخزانات المرتبطة بها ، فازدادت كمية المياه عما كان سابقاً، وظهر لأول مرة في التاريخ أن القناة التي أسست منذ أكثر من (1200) سنة غير قادرة على إستيعاب كمية المياه الإضافية، مما يعد تطوراً في تاريخ عين زبيدة ، وقد ظهرت أثاره بزيادة كميات المياه الواردة إلى مكة المكرمة لسقيا سكانها وحجاج بيت الله الحرام.
 
أ. محمد عمر نتو


إطار 2

السيدة زبيدة أنفقت لإيصال الماء الى مكة والمشاعر ما يعادل 5950 كيلو جرام من الذهب!

يقول الباحث محمد عمر نتو الباحث محمد نتو الذي يدير الآن  متحفا تاريخيا في مكة المكرمة إن زبيدة كانت سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران فقد بنت المساكن والنُّزُل على امتداد طريق الحاج من العراق إلى مكة المكرمة. كما أنشأت به مجموعة من المساجد والبرك والآبار والمنازل والمصانع والمرافق، وجعلتها للنفع العام (الحجاج وعابري السبيل). كما أدركت أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، وما يعانونه من جرّاء حملهم لقرب الماء من تعب وإرهاق، وكان الكثير منهم يموتون جرّاء ذلك.
وبسبب ذلك قرّرت زبيدة شراء جميع الأراضي في الوادي، وأبطلت المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة فى الجبال. وأثناء مرور القناة بالجبال، جعلت لها فتحات لأقنية فرعية أقامتها في المواضع التى تكون متوقعة لاجتماع مياه السيول، لتكون هذه المياه روافد تزيد في حجم المياه المجرورة إلى مكة المكرمة عبر القناة الرئيسة.
وقد أنفقت السيدة زبيدة الكثير من أموالها و جواهرها لتوفر للحجاج المياه العذبة والراحــــــة و تحميهم من كارثة الموت عطشا. وبعد أن أمرت خازن أموالها بتكليف أمهر المهندسين و العمال لإنشاء هذه العين، أسرّ لها خازن أموالها بعظم التكاليف التي سوف يكلفها هذا المشروع، فقالت له: "اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس دينارًا"، وقد بلغ طول هذه العين عشرة أميال تقريبًا، أو ما يعادل ستة عشر كيلو مترًا.

وقيل إنه بلغ مجموع ما أنفقته السيدة "زبيدة على هذا المشروع مليونًا وسبعمائة ألف مثقال من الذهب. أي ما يساوي خمسة آلاف وتسعمائة وخمسين كيلو غرامًا.
ولما تمّ عملها، اجتمع العمال لديها، وأخرجوا دفاترهم ليؤدوا حساب ما صرفوه، وليبرّئوا ذممهم من أمانة ما تسلموه من خزائن الأموال. وكانت السيدة "زبيدة" في قصر مطلٍّ على دجلة، فأخذت الدفاتر ورمتها في النهر، قائلة: "تركنا الحساب ليوم الحساب. فمن بقي عنده شيء من المال فهو له، ومن بقي له شيء عندنا أعطيناه" وألبستهم الخِلَع والتشاريف.

 وقد وصف اليافعي (عين زبيدة) في القرن الثامن للهجرة فقال: "إن آثارها باقية ومشتملة على عمارة عظيمة عجيبة مما يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة ذات بنيان محكم في الجبال تقصر العبارة عن وصف حسنه، وينزل الماء منه إلى موضع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جدًا، لا يوصل إلى قراره إلاّ بهبوط كالبئر".


شكرا لتفضلكم بالقراءة.. عمر المضواحي