السبت، 30 مايو 2015

تعرق ملابس وجوارب عمال مشاريع التوسعة تمنعهم من أداء صلاتي الظهر والعصر في المسجد النبوي!

أحد المواقع المخصصة والمجهزة لصلاة عمال مشاريع التوسعة في ساحات المسجد النبوي 

بسبب روائح العرق واتساخ ملابسهم وعفونة جواربهم جراء عملهم لساعات طويلة تحت حرارة الشمس لجأت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المدينة المنورة الى إصدار قرارا يقضي بإلزام جميع عمال مشاريع التوسعة بأداء صلاتي الظهر والعصر فقط في مواقع مخصصة لهم بالساحات الخارجية وعدم السماح بمخالطة المصلين داخل المسجد النبوي الشريف.

زودت مواقع عمال التوسعة بالسجاجيد والمصاحف تحت المضلات المزودة بمراوح رذاذ المياه

وأفاد حراس أمن تابعين لمجموعة بن لادن السعودية المنفذة لمشروع توسعة وعمارة الحرم النبوي الشريف إن الرئاسة خصصت مواقع تحت المضلات المفتوحة لهم للتهوية وفرت فيها السجاجيد والمياه والمصاحف للعمالة بالقرب من مواقع أعمالهم حول المسجد النبوي وتشغيل مراوح تلطيف الجو برذاذ المياه لتخفيف درجات الحرارة على جموع العمال المصلين.


وأكد حراس الأمن تذمر جميع العمال من قرار منعهم من الدخول والصلاة في أروقة المسجد النبوي، خاصة مع توفر مساحات واسعة وخالية ولا تشهد زحاما من المصلين خلال هذه الفترة من العام. مشيرين أن العمال وصفوا القرار بالمتعسف وغير الإنساني تجاه من يقومون ببناء وتوسعة المسجد النبوي في ظل الأجواء الحارة جدا في فصل الصيف، وأنهم كانوا يتوقعون تقدير ظروفهم الخارجة عن الإرادة وإكرامهم بالصلاة داخل المسجد لا خارجه.

الخميس، 28 مايو 2015

إغلاق بئر الخليفة عثمان بن عفان (رومة) في المدينة المنورة


صورة لصفحة المادة في جريدة مكة عدد يوم الخميس 28مايو2015


أغلقت فرقة ميدانية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة أبواب مزرعة تحتوي على بئر تعود الى الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه والمعروفة ببئر (رومة). وهي أحد أوقافه الخيرية المستمرة الى اليوم.

وقال ممدوح قاري أحد المهتمين بالآثار الإسلامية في المدينة المنورة أنه ذهب صباح يوم الأحد ( 26 أبريل 2015) في جولة لمشاهدة البئر الكائنة في منطقة الزارعة التاريخية المعروفة بحي الأزهري وعند وصوله الى البوابة الرئيسية للمزرعة أبلغه أحد حراس الأمن (التابعين لوزارة الزراعة) بأن المزرعة والبئر مقفلة أمام الزوار سواء أفراد أو عوائل بأمر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ نحو خمسة اشهر مضت.

قفل على الباب الحديدي حول بئر سيدنا عثمان في المدينة.

أضاف قاري أنه أستفسر عن سبب  ذلك فأجابه: إن فرق الهيئة رأت إغلاقه بعد أن شاهدت مجموعات من الزوار المسلمين القادمين من إندونيسيا والباكستان وغيرهم يقومون بأعمال بدعية داخلها ليست من الدين في شيء حسب وصفه، وأن مسؤولي الهيئة رأوا ضرورة قفل الموقع ومنع الزيارة للمزرعة والبئر حتى في الأوقات الرسمية التي كان يسمح فيها بالزيارة، الا في حالة إذا تم الحصول مسبقا على تصريح رسمي بذلك من مدير فرع وزارة الزراعة في المدينة المنورة.

فوهة بئر سيدنا عثمان بن عفان

وطالب قاري هيئة السياحة والآثار والجهات المختصة بالتدخل العاجل وتشكيل لجنة خاصة للوقوف على حال المزرعة والبئر وأن يعاد النظر في منع الوصول إليها كونها أثر إسلامي خالد، وأن يتم ترميمها وتحسين أوضاع مرافقها البالية، ومنها المسجد القديم الذي تم إقفاله منذ سنوات والاستفادة من مائها لعموم الزوار لتعود كما كانت عينا سبيلا منذ أن أوقفها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

يذكر أن وكالة الأوقاف التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية تشرف منذ العام 1344ه على نظارة أوقاف متنوعة تعود الى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه في المدينة من جملة الأوقاف العائدة للمسجد النبوي الشريف.

وبحسب تصريح صحافي سابق أشار إبراهيم الحجيلي مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة المدينة المنورة لصحيفة "الاقتصادية"، إلى أن "الزراعة" استأجرت وقف بئر عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من "الشؤون الإسلامية"، وقامت بزراعته بأصناف متنوعة من الأشجار والمزروعات وأنشأت فيه مشتلا لإنتاج الشتلات الزراعية.

وفي مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة (العدد 10 بتاريخ رجب ـ رمضان العام 1425ه ) تم نشر  دراسة بحثية بعنوان "بئر رومة" وقف الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه أعدها د. عبدالله بن محمد الحجيلي الاستاذ المشارك بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، تطرق فيها الى كل ما ورد بشأن وثائق  وقفية هذه البئر وتطوراتها. وقام بدراستها ومراجعتها وعرضها في بحثه القيم، مؤكدا أن أقدم صك شرعي ينصّ لوقفية أرض بئر رومة وما يتبعه من العصر النبوي وحتى العصر السعودي هو الصك الشرعي المؤرخ بعام 1356ه والصادر من محكمة المدينة المنورة.

غلاف المجلة

وسرد د. الحجيلي كيف أن معالي وزير المالية والدفاع آنذاك الشيخ عبدالله السليمان استحسن أن يستحكر العرصة التابعة لبئر رومة (من دون وقفية عين البئر العائدة لعموم المسلمين) مع ما فيها من انقاض وهي بركة وديوان ومرابط ويستخدم عائدها المالي السنوي لأحياء أوقاف أخرى لصالح المسجد النبوي الشريف ، وبالفعل تم إصدار صك شرعي بذلك من قاضي المدينة المنورة آنذاك السيد محمد زكي البرزنجي مشترطا فيه بعد أخذ العهد على معاليه وبشهادة الشهود العدول التزامه بأن يبني مضلة ليستضل بها المارة في موقعها، وأن يجري سبيلا من ماء البئر العذب لشرب المارة ليلا ونهارا.


كما أشار الباحث الى أن "بئر رومة" شهدت معالجة خاصة عند مبدأ تمييز الاحكام وتأسيس محكمة التمييز في الرياض في العام 1381ه وفرع لها في مكة المكرمة في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله. حيث تم النظر حينها في قضية الإذن بتحكير أرض وعرصة بئر عثمان رضي الله عنه ، فلما أذن القاضي ببيع الأنقاض وتحكير الأرض التابعة لها ورفع الصك الى رئيس القضاة في عصره الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ قام بنقضه موضحا اسباب النقض وسجل هذا القرار بعضوية اربعة من القضاة بجانب الحكم القضائي بالتواقيع الذاتية للقضاة وتم حفظه في سجلات محاكم المدينة المنورة لعام 1356ه.

كما نشر الباحث نصّ صك شرعي صدر من المحكمة الكبرى في المدينة المنورة العام 1386ه بختم رئيس المحكمة السابق الشيخ محمد حافظ، وتوثيق في هامش أعلى الصك على صحة ختم الشيخ محمد الحافظ من الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمها الله يحتوي على إثبات ذرع ثلاث بساتين هي (الأندلس، والربخية، وبئر عثمان) تعود الى الخليفة عثمان بن عفان وهي من جملة أوقاف الحرم النبوي.

نظر عام للبئر خلف السور وتبدو مبان تابعة لوزارة الزراعة فرع المدينة.

وتعد بئر رومة أو بئر عثمان أحد أشهر الآبار بعد الآبار النبوية في المدينة المنورة ويقال أنها سميت على اسم الصحابي الجليل رومة الغفاري الكناني. وقيل أنها كانت لرجل من يهود يبيع ماءها للعطاش ولو كان بمقدار كف اليد. وذكر أيضا في شأنها ان المهاجرين عندما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة استنكروا طعم الماء فيها، فقيل لهم ان ماء (رومة) قريبة الطعم من ماء زمزم. وروى الإمام ابن عبد البر إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر بئر رومة فله الجنة". فاشتراها سيدنا عثمان ابن عفان بعشرين ألف درهم وجعلها وقفا للمسلمين. 

ملاحظة: في النسخة المنشورة بالصحيفة تم الحصول على ردود جميع الجهات ذات العلاقة حول إغلاق البئر ويمكن الإطلاع عليها من هنا