الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

مشاهدات وملاحظات على أعتاب موقع المولد النبوي في مكة المكرمة

المدوّن يشير الى مبنى مكتبة مكة المكرمة داخل الدائرة الخضراء ـ الصورة بتاريخ مايو 2014

* عمر المضواحي

قفّ بالجوار، ويمم نظرك الى اليسار قليلا؛ صوب بناء بسيط بين الشِعب والصّفا، هو البقية الباقية من مكة النبوية عند البيت العتيق. فليس هناك مكانا أدق تحديدا منه؛ بعد الآيات البينات في البيت العتيق، والمشاعر المقدسة، في كل جبال وشعاب وادي إبراهيم الخليل وبطاح مكة المكرمة.

القاعة الرئيسية في الدور الأرضي وتبدو غرفة موقع المولد النبوي الشريف
خلف باب الألمنيوم مباشرة على يمين الداخل من المدخل الرئيس ذي العتبات الهابطة.
في هذا المكان بدأت قصة الإسلام خاتم الأديان السماوية، وفيه ولد خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنه شع النور المحمدي الذي يؤمن به اليوم خمس سكان العالم.

الاسم (مكتبة مكة المكرمة)، والشهرة موقع المولد النبوي الشريف، والعنوان بالنصوص والتواتر، أشهر من أن يُعرّف، فهو المبنى التاريخي الوحيد والباق فوق جبين تلة شرقية ناهدة تتنازعها الى اليسار واليمين سفوح جبلي أبأ قبيس وخندمة، كانت تعرف تاريخيا بشعب بني هاشم، والذي أزيل كلّ ما حولها( شعب علي) لصالح مشروع توسعة ومصطبات الساحات الشرقية للمسجد الحرام.

صورة الصك الشرعي لوقفية مكتبة مكة المكرمة
(المولد النبوي الشريف)
هذا المبنى القديم، (هو المبنى الوحيد الذي لا يحتوي على دورة مياه قط تعظيما لرمزيته) لم تمسه يد التجديد والترميم طوال 64 عاما منذ آخر بناء له بأمر وتعضيد من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في العام 1951م.

حرص مؤسس الدولة السعودية الثالثة على تحويل الموقع الشريف الى مكتبة علمية. ووجه رحمه الله بجعلها وقفا بصك شرعي صادر عن المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. وكلما أكتمل مخطط وتصميم جديد لترميمه وتطويره، ظهرت عوائق تمنع تحقيقها على أرض الواقع. ولعل في ذلك حكمة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.

في الأشهر القليلة الماضية لاحت مؤشرات تبشر بأن الغد القريب سيكون أجمل مع قرب اكتمال مشروع العمارة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في العام الهجري الجديد. وهي بشارة تنطق بأن عناية سامية خاصة سيحظى بها الموقع الشريف خلال الشهور القليلة المقبلة، بعد اكتمال أحدث وأجمل مخططات مبنى المكتبة  وتصاميمها الهندسية الجديدة، لتكون بحق علامة بارزة ضمن نسيج عمارة البيت العتيق وعناصره المرتبطة به. وتلك قصة أخرى، ننتظر إعلانها رسميا.


مبنى مكتبة مكة المكرمة باللون الأصفر والنوافذ الزرقاء قبل تغييرلون طلائها أخيرا
وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف

تتبع مكتبة مكة المكرمة إداريا إلى وكالة الأوقاف التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية. وهي تشرف عليها وعلى مكوناتها من الكتب والمخطوطات النادرة التي تتجاوز 134 ألف عنوان. ويعمل فيها اليوم بضعة موظفين يتناوبون العمل فيها صباحا ومساء، وكان الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق ــ رحمه الله ــ يتولى نظارة هذا الوقف، بوصية خاصة من السيدة فاطمة قطان التي أنشأت مبنى المكتبة على نفقتها الخاصة  ــ رحمها الله ــ .

وللتاريخ، لم يرصد أي خبر صحفي وبأي وسيلة اعلامية كانت عن قيام أحد كبار المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية بزيارة مبنى المكتبة لتلمس احتياجاته كسائر المساجد والأوقاف التابعة لها في المملكة خلال السنوات الماضية.

جانب من المكتبة يضم الكتب المهداة والموقوفة عليها حصرا. 

كان المؤمل أن تبذل الوزارة أي جهد يذكر فيشكر للعمل على تحديث أنظمتها كمكتبة تاريخية تضم في جنباتها أشهر مواقع مكة النبوية "المولد النبوي الشريف". لا سيما حفظ كنوزها من الكتب وذخائر المعرفة ومخطوطاتها النادرة والتي تصل الى نحو 4 آلاف مخطوط تعود أقدمها الى القرن الثاني الهجري.

إن كل تجديد للمبنى ـ كما هو مشاهد اليوم ـ لا تتجاوز بعض التحديثات البسيطة والشكلية لا أكثر، وهي تحديثات تنازع جهات أخرى مسؤولية وزارة الشؤون الإسلامية هذا الشرف، كأمانة العاصمة المقدسة التي تولت غير مرة مهمة طلاء واجهات المبنى من الخارج، أو تبرعات خيرية من أهل البرّ والإحسان توددا ورغبة في تحسين ظروف العمل في مكتبة تظم موقع المولد النبوي الشريف.

خلال الأشهر الستة الماضية طرأ تحسن لافت في أداء فرع وزارة الشؤون الإسلامية جهة الاهتمام ببعض حاجيات المكتبة، وإن كان المؤمل اكثر، لكنه كاف حاليا الى حين لحظة التغيير والتطوير الشامل المنتظر.

وصف تفصيلي للطابق الأرضي لمبنى مكتبة مكة المكرمة. 
أخطار تهدد سلامة المكتبة

على مدى أشهر طويلة، تم جمع معلومات هذه التدوينة المتواضعة. كانت المصادر شحيحة، وبخيلة أيضا في الإفصاح عن أي معلومة أو حتى مجرّد التحقق من دقة ما تم التوصل إليه من معلومات أو ملاحظات عن المكتبة.
كان الخوف، وطلب السلامة من أي تبعات يجرها الإفصاح عن بعض الملاحظات أو الحقائق يقف دوما كسد عائق أمام إتمام سطور هذه التدوينة. وبالطبع كان مجرد الحصول على معلومة واحدة من مسؤولي المكتبة أو فرع الوزارة في مكة يقف دونه خرط القتاد.

اللوحة العلوية لمكتبة مكة المكرمة وتبدو مكائن وحدات التكيف بعد التجديد

أول ما يلفت المشاهد للمبنى من خارجه، عدم توفر حراسات أمنية كسائر المكتبات المماثلة، وتنظيم هيكلها الإداري والوظيفي لزيارته كمكتبة عامة للراغبين من أهالي مكة المكرمة، وطلاب العلم والمعرفة في المدارس والمعاهد والجامعات، إضافة الى ضيوف الرحمن والزوار.

فيما يمكن تلمس أخطار عدة خلف المبنى تتعلق بسلامة وحفظ المبنى، لا سيما حالة عدادات وكيابل الكهرباء الخاصة به والتي تنذر بالخطر من كثرة ما تتعرض الى اعتداء وسرقة التيار الكهربائي وتبدو اسلاك وتمديدات عشوائية (كحبال الغسيل) لجهات أخرى لا علاقة لها بالمبنى ووظائفه. الأمر الذي يهدد سلامة المبنى وقد تعريضه للحريق لا سمح الله.
صورة تجمع لوحات التعريف بمكتبة مكة المكرمة على الواجهتين الشرقية والجنوبية فوق السطح.

كما أن المبنى يخلو من أي نظام لمكافحة الحريق، فضلا على عدم تجديد طفايات الحريق والتي انتهت صلاحية استخدام موادها منذ ثلاثة سنوات مضت، ولم تجدد حتى اليوم.
وتبدو حال اللوحات التعريفية للمكتبة، لا سيما اللوحتان القديمتان والتي تم وضعها فوق سطحها في العام 1398هـ قديمة جدا وحالتها ظاهرة للعيان حتى الآن للناظر من ساحة الحرم الشرقية، أو من خلف المبنى للخارج من أنفاق جبل خندمة.

معظم أجزاء اللوحتين العلوية مكسرة وذائبة من تأثير العوامل المناخية والأمطار والتعرية والصدأ بعد مرور نحو 38 سنة على وضعها من دون صيانة أو تجديد، فيما تبدو اللوحة التي تعلو مدخل المكتبة الرئيس مغبرة ومتآكلة وبالكاد ترى، على عكس اللوحات الإرشادية المنتشرة على جسم الحائط الغربي للطابق الأرضي والتي تجددها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باستمرار، لتوعية الزوار بما يجب عليهم فعله عند زيارة الموقع وبعدة لغات أيضا!..

القاعة الرئيسية وردهات المكتبة كما تبدو من الطابق الأعلى.
تجديد الفرش والتكييف

عندما يدلف الزائر الى داخل مبنى المكتبة الآن، تبدو متغيرات جديدة ومشجعة لتحسين ظروف العمل في غرف وقاعات المكتبة ذا الطابقين بعد سنوات من النسيان والإهمال.

في أواخر العام الهجري الماضي، وبالتقريب بعد شهر رمضان المبارك، تم تحديث كامل لوحدات تكييف وتهوية الغرف والقاعات وبدت في حال أفضل من سابقتها المهترئة (17 وحدة تكييف في المبنى). لقد مضى على الوحدات القديمة قبل إحلال الجديدة أكثر من 35 عاما بلا تغيير أو صيانة منتظمة، الا لأربع وحدات فقط تبرع بها قبل سنوات فاعل خير للمكتبة.كما تم أخيرا تجديد سجاد وفرش كامل أرضيات المكتبة بعد أن كانت حالة سابقتها بالية. وتم التعميد بعد مطالبات بتجديدها منذ سنتين في ميزانية العام الهجري المنصرم، وبكلفة لا تتجاوز خمسون ألف ريال فقط.

جانب من قسم المخطوطات في الدور الثاني العلوي للمكتبة.
 ثلاثة آلاف مخطوطة نادرة

أهم كنوز المكتبة مخبوء في قسم المخطوطات النادرة، وهي تشمل جميع أصول أمهات الكتب في المذاهب الفقهية المختلفة. ويضم القسم حاليا نحو ثلاثة آلاف مخطوطة، مهداة كأوقاف بشكل حصري لمكتبة مكة المكرمة، وهي محفوظة في ظروف بائسة وتعاني من توفر أدنى الشروط البدهية في طرق حفظ المخطوطات النادرة وصيانتها كما يجب بالنظم الحديثة. ويفتقد هذا الكنز المعرفي الثمين الى:

1-              غياب الحراسة الأمنية للمكتبة.
2-              ضيق المكان فهي موزعة في غرفة ضيقة لا يتجاوز أبعادها تسعة أمتار مربعة فقط، وفي وضع بائس، يحرسها باب حديدي تم تركيبه أخيرا. خاصة بعد أن تم إخلاء مبنى المكتبة لشهور طويلة خلال عمليات إزالة شعب علي لصالح المصاطب المتدرجة في جسم جبل خندمة.
3-      تم مسح وتصوير المخطوطات وخزن نسخ منها وحفظها إلكترونيا بالأجهزة القديمة المتاحة في المكتبة.
4-      لا يوجد في المكتبة من هو متخصص في علم المخطوطات وطرق حمايتها بالأساليب العلمية الحديثة. غير أن مديرها الحالي الشيخ يوسف الصبحي يملك الخبرة والمهارة اللازمة والإخلاص في الحفاظ عليها بما يتوفر له من إمكانيات متاحة.
5-         معظم المخطوطات وبينها نحو 40 مصحفا بخط اليد تحتاج الى ترميم وتنقيح وتهوية للحفاظ عليها في حالتها الأصلية.
6-         تحتاج المخطوطات إلى أجهزة تبريد خاصة لحفظها من التلف والإهلاك بسبب ظروف التخزين غير المناسبة، وحرارة الطقس وتقلب الظروف المناخية طوال العام في مكة، الى جانب حمايتها من القوارض والحشرات ، ومنع تسلل والآفات الأخرى إليها، خاصة بعد أعمال قصّ وهدم الشعاب وصخور جبل خندمة الواقع خلفها.


واجهة مكتبة مكة المكرمة ويبدو مركز ومكتب هيئة الأمر بالمعروف بجواره تماما. 
مركز هيئة للتوجيه والتوعية ملاصق للمكتبة

إلى يسار المدخل الرئيس لمبنى المكتبة أقام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أرض تابعة لملكية المكتبة لإنشاء مركز توعية وتوجيه لزوار موقع المولد النبوي الشريف بالطبع لا رواد المكتبة.
الحق، أن هذا المركز هو الأكثر نشاطا وحماسا، كما أن غالب الذين يعملون فيه يتميزون بتعامل جيد وبرفق حسن مع الزوار. وهو آخر المراكز التوجيهية الستة التي أنشأتها الهيئة عند أهم المواقع النبوية بمكة المكرمة في كل من؛ جبل غار ثور، جبل النور وغار حراء، مقبرة المعلاة، ميقات عمرة النبي في الجعرانة، وآخرها في موقع الصخرات الكبرى التي وقف عليها النبي في حجة الوداع تحت سفح جبل الرحمة في مشعر عرفة.

موظفي الهيئة يوزعون المنشورات على زوار موقع المولد النبوي
ـ الصورة من موقع رئاسة الهيئة لحج العام الحالي.
وتعود قصة إنشاء المركز الملاصق لمبنى مكتبة مكة المكرمة إلى العام 1428هـ، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1)   طلب مسؤولي فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خطاب لفرع وزارة الشؤون الإسلامية عن رغبتها في وضع مكتب خشبي صغير (جاهز ومسبق الصنع) لغرض توعية الزوار للمبنى خلال فترة موسم الحج فقط، وتوزيع المنشورات عليهم وتمت الموافقة على ذلك.

2)   بعد إنشاء المكتب الخشبي وبدء العمل فيه حضرت لجنة من مسؤولي الهيئة لمعاينة موقع مركز التوجيه، وقاموا بالطلب من الرئاسة العامة لشؤون الحرم المكي والمسجد النبوي بتثبيت الموقع الجديد والمحدث لصالح فرع هيئة مكة.
3)   حصل مسؤولي فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة على موافقة بذلك من مسؤولي الرئاسة في 1433هـ وتم التأكيد لهم أن موقع مركز التوعية تابع للرئاسة، لا وزارة الشؤون الإسلامية، كونه خارج المكتبة وفي أرض تتبع لإشراف رئاسة شؤون الحرمين في الساحة الشرقية للمسجد الحرم.

4)   سارعت الهيئة إلى إقامة مبنى التوجيه والإرشاد الحالي بصفة دائمة، بعد أن تضاعفت مساحته، وجعل من ظاهر حوائط مبنى المكتبة موقعا لتركيب لوحات ضخمة لما يجب وما لا يجب فعله عند زيارة موقع المولد النبوي الشريف.

صورة من موقع هيئة الأمر بالمعروف أثناء موسم الحج الماضي.
   
الغريب واللافت أيضا خلال موسمي الحج والعمرة، أن نشاط وعمل مركز التوجيه والتوعية يطغى على وظيفة المكتبة ومكانة موقع المولد النبوي الشريف. وبات مركز الهيئة يبدو للزوار وكأنه هو الأساس ومناط مقصد الزوار. ولم يجد العاملين فيه أي غضاضة من استخدام حائط واجهة مبنى المولد النبوي الشريف، للتعريف بجهود المركز، والواجبات التي ينبغي للزوار اتخاذها عند الزيارة، الى جانب توزيع المنشورات والمواد الدينية والكتيبات التوجيهية لضيوف الرحمن.

كل هذه الجهود الحثيثة لمركز الهيئة لا يمكنها تغييب مفارقة واضحة تجعل الحليم يغرق في بحور من الحيرة والتعجب. فغالب أدبيات ومواقف كبار العلماء في المؤسسة الدينية ومنهم القائمين على هيئة الأمر بالمعروف تنكر وتنفي في شكل قاطع صحة نسبة هذا الموقع تحديدا، وأنه لم يثبت لديهم أنه يعود أصالة إلى مكان ولادة السيدة آمنة بنت وهب للنبي الخاتم في مكة المكرمة.

جانب من الطابق الأرضي لمكتبة مكة المكرمة
وبعيدا عن الدخول في مربع هذا الجدل والخلاف القديم، لا تزال مكتبة مكة المكرمة تشرع أبوابها للزوار والباحثين وطلبة العلم والمعرفة حتى اليوم للرجال فقط دون النساء!. وتستقبلهم في فترتين رسميتين الأولى تبدأ من الساعة 8 صباحا وحتى الواحدة ظهرا، فيما تبدأ الفترة الثانية في الخامسة عصرا وحتى التاسعة مساء.
وتدار المكتبة اليوم من 3 موظفين فقط صباحا ومثلهم في الفترة المسائية تحت إشراف ومتابعة مدير المكتبة الشيخ الباحث يوسف الصبحي.




7 تحولات تاريخية شهدها موقع المولد النبوي؟!

صورة تاريخية تحدد مسجد الخيزران على موقع مكتبة مكة المكرمة الآن.

مرّ موقع مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمراحل مختلفة انتقلت ملكيته وبني عليه مسجدا ومكتبة وهنا أبرز هذه التحولات:

1)   عاش في هذا البيت عبدالمطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن كانت دارا لوالده هاشم ابن عبد مناف، فورثها ابنه عبدالله بن عبدالمطلب وفيه ولدت السيدة آمنة بنت وهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

2)   شهد الموقع تفاصيل نشأة وحياة النبي صلى الله عليه وسلم طوال 53 عاما قبل هجرته إلى المدينة المنورة.

3)   بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة آل الموقع إلى عقيل بن أبي طالب. وبعد فتح مكة لم ينزل النبي في بيته، ولا في بيت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد وفضل النزول في بطحاء مكة، فوق المعلاة وقال: (وهل أبقى لنا عقيلا من رباع أو دور).

4)   ظلت ملكية الدار تنتقل في ورثة عقيل إلى أن تم بيعه لمحمد بن يوسف أخ الحجاج الثقفي. فأدخله في داره التي كانت تعرف بـالبيضاء وعرفت الدار بعدها بدار ابن يوسف.

5)   في حجة الخيزران - جارية الخليفة العباسي المهدي-  اشترت الدار، وأخرجت موقع المولد الشريف منه الى الزقاق (زقاق المولد المعروف سابقا) وأقامت عليه مسجدا يصلى فيه.

6)   بعد عقود من الزمن، هدم المسجد وظل الموقع ساحة أرض بيضاء مسورة لفترة من الزمن.

7)   عام 1370 هـ أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء مكتبة في الموقع وسميت بمكتبة مكة المكرمة، بناها الشيخ عباس قطان أول أمين لبلدية العاصمة المقدسة على نفقة شقيقته السيدة فاطمة قطان رحمهم الله.


معلومات وصفية عن مبنى المكتبة
غلاف كتاب عضو هيئة كبار العلماء عن مكتبة مكة.

قبل نحو 65 عاما شرع أمين العاصمة المقدسة عباس قطان في بناء مبنى المكتبة على النحو التالي:

1)     بناء طابقين فقط على مساحة أرض مستطيلة الشكل تمتد باستطالة من الشرق إلى الغرب بطول (21م) للجدار الشمالي، و (12.80م) للجدار الجنوبي بارتفاع (10م) كما ذكر الدكتور ناصر الحارثي (رحمه الله) في كتابه "أعمال الملك عبدالعزيز المعمارية في منطقة مكة المكرمة".
2)      للمبنى مدخلين، الرئيسي منهما في منتصف الجدار الغربي (الواجهة الرئيسية) مما يلي المسجد الحرام، والمدخل الآخر في الجدار الشمالي من الناحية الشرقية.
3)      يتكون الدور الأول من أربع غرف مستطيلة موزعة بمساحات مختلفة في أركان وجهاته الأربعة.
4)      قاعة رئيسية في وسط البناء طول أضلاعها 11.6م في 9 أمتار.
5)      له سبع نوافذ في الواجهات الشمالية والجنوبية والغربية، ونافذتان تطلان على الجهة الشرقية، قبل أن يتم إلغاء نوافذ الدور الأرضي بالكامل.
6)      يحتوي الطابق العلوي على ثلاث غرف بمساحات مختلفة، ولها ممرات تشرف على بهو مفتوح على القاعة الرئيسية في الأسفل. وتحتوى الغرفة الرئيسية على مكتبة المخطوطات القديمة، فيما تضم الأخريين على مجموعات المكتبات الوقفية المهداة لها من الأعيان وكبار الشخصيات.

وقد صنف عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان كتابا ثريا بالمعلومات عنها بعنوان "مكتبة مكة المكرمة قديما وحديثا ـ دراسة موجزة عن موقعها وتاريخها وأدواتها ومجموعاتها".


10 احتياجات عاجلة لحفظ مبنى مكتبة مكة المكرمة

صورة قديمة لمكتبة مكة المكرمة ويبدو أمامها كشك خشبي
كان مخصصا لتوجيه وتوعية زوار موقع المولد النبوي الشريف. (صورة من الإنترنت)

يحتاج مبنى مكتبة مكة المكرمة للحفاظ عليه إلى عدة أمور، هنا بعض منها:

1)   ترميم المظهر الخارجي بما يناسب عمارة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة به.
2)   فك الالتباس حول تحديد مرجعية الموقع وفق شروط صك الوقفية الشرعية وتحديد تبعيته لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وبين رئاسة الحرمين، وهيئة الأمر بالمعروف.
3)   تجديد هيكلها الإداري وتزويدها بعدد كاف من الموظفين، وتشغيلها كمكتبة عامة.
4)   تحديث أنظمتها لا سيما الأجهزة الخاصة بحفظ عناوينها ومخطوطاتها النادرة.
5)   صيانة وترميم المخطوطات والكتب القديمة، وتهيئة الدراسات والخطط العلمية والأجهزة الحديثة اللازمة قبل الشروع في ذلك.
6)   توفير كوادر من المختصين في حفظ وصيانة المخطوطات القديمة.
7)   توفير نظام حديث للسلامة ومكافحة الحريق.
8)   منع التعديات على عدادات التيار الكهربائي الخاصة بمبناها.
9)   توفير نظام لمكافحة القوارض والحشرات التي تهدد موجوداتها.
10)  توفير حراسات أمنية على مدار الساعة لضمان حفظ موجوداتها النادرة والثمينة.

صور لبعض أقسام مكتبة مكة المكرمة كما هي اليوم:

مكتبة الشيخ محمد بن لادن وبجوارها مكتبة الشيخ محمد أحمد شطا
مكتبة الشيخ عبدالحميد قدس
مكتبة الشيخ محمد ماجد كردي


هناك تعليقان (2):

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم