السبت، 7 سبتمبر 2013

كَأَنَّهُ هُوَ..! ـ 2


كَأَنَّهُ هُوَ..! ـ 2

في كثير من لحظات الكتابة المشحونة بالعواطف ومشاعر العجز، تدمع عيناه بغزارة كصوفي أخطأ الطريق والطريقة. يكاد يسمع نشيجا مكتوما في قصبة القلم تعجز ريشته عن إحاطة وصفها، وترجمتها الى حروف تفصد احتقان المعاني العاصية على التعبير.

سرّ أسرار القلم، شعوره الدائم بالتيه في صحراء الكتابة، كثبانها في الليل والنهار محض سراب، وأهوال معان زائفة. وفي رحلة التيه، لن تحصد سوى كلمات رطبة، ومشاعر جافة، بلا رمق حياة.

منذ 35 عاما، عندما سطر أول قطعة نثرية لحصة التعبير في المدرسة، عرف يومها أن أشجار المعاني وأغصان الكلمات، تبدو ناقصة من غير زهر واعد، تجلب الفراشات والعصافير الى تلافيف دغل حروفه الجافة، وأحراش سطوره المتشابكة.

يومها، قرّر في غرور واضح، أن يبحث عن بغيته تحت جذور هذه الكثبان. وظل يحفر  بلا كلل أو ملل بحثا عن فم نبع الكتابة المقدس.

وحتى هذا الحرف، لا زال القلم ينزف الكثير من الجهد والعرق بحثا عن قطرة من نبع الحبر الذي لم يكتب به أحد. بعد ألف ألف محاولة، ظل في كل مرة يتجشم اجتراح محاولة جديدة.. عناده الممزوج بالأمل والصبر الجميل يمنعانه دوما من الاعتراف بالفشل.

لا يريد أن يكتب يوما على راية بيضاء عبارة استسلامه: تعسّ قلم الطالب، وصعُب المعنى المطلوب!.

هناك تعليق واحد:

  1. فعلاً صدقت.. حبر قلمك الذي لم يكتب بمثله أحد!!
    ما أروعك رحمك الله

    ردحذف

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم