الخميس، 30 يناير 2014

السرّ في ماء البئر و حصرّ مكانه وتحديد زمن حفره يقطع الشك باليقين


نقاش حول بئر طوى.. أشهر آبار مكة بعد زمزم المقدس


من أقدم الصور لبئر طوى في مكة.. عندما كان مغتسل بارد وشراب.
 
بئر طوى بعد أن بقي وحيدا تحيطه ورشة أعمال حدادة لمشاريع التطوير في المنطقة المركزية في مكة. 

مكة المكرمة: عمر المضواحي

كان بئر طوى أول الحاضرين باسمه ورسمه وتاريخه العريق، فيما مبناه العتيق يقف وحيدا في ظلام دامس على بعد نحو عشرة أميال الى الغرب من خيمة النقاش في معهد أبحاث الحج. يبد وكأنه ينتظر في صمت قديم، نتائج جولة نقاشات ساخنة حول أصله وفصله ومشروعية وجوده في وادي ذي طوى إثر دراسة تاريخية لإحيائه من جديد نفذها فريق علمي يتقدمهم عميد شؤون المكتبات في جامعة أم القرى وأستاذ التاريخ والآثار د. عدنان بن محمد الحارثي الشريف.
في عدد الأمس الأربعاء (29 يناير 2014) أستعرضنا ردّ أ. د. معراج نواب مرزا الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى والأستاذ الزائر بمركز التحليلات الجغرافية بجامعة هارفارد الأمريكية، على د. عدنان الحارثي إثر نتائج دراسة تاريخية لإحياء بئر طوى. وقدم شرحا ضافيا بالصور والخرائط يرجح ثبوت مكان بئر طوى الحالي جغرافيا وتاريخيا يدعمه شواهد وأدلة البحث العلمي والتواتر المحلي لأهل مكة.
في الجزء الثالث والأخير نختم بسردّ النقاشات التي أعقبت ورشة العمل مع ردود د. الحارثي عليها، الى جانب نبذة عن بئر طوى المكان والمكانة...
 
مغتسل الأنبياء

بئر طوى ليس أشهر آبار مكة بعد بئر زمزم المقدس فحسب، بل ينظر إليه أهالي البلد الأمين أنه صحابي جليل يروي لمن تفيأ ضلاله حقائق قصصه القديمة مع سبعون نبيا أناخوا مطاياهم في حماه الطاهر، وسقايته لجيش فتح مكة وتشرف ماءه بغسل جسد آخر الأنبياء مرارا وتكرار في كل مرّة عاد فيها يتيم مكة الى مسقط رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم.
في السنتين الأخيرة، أحاطت قرون الحفارات والبلدوزرات البئر العتيق من كل جانب. وظل الهدم والطمس والإزالة يعمل في كل جبل وبيت وشجر حوله حتى عاد أبطحا كما كان في خلقته الأولى. كان البئر يبلّل الأرض من حوله خوفا من قطيع المجنزرات الهادرة بوعيد العدم والفناء. ولولا مدد من الله وعنايته لبات مآل بئر طوى، كما نال أكثر مواقع مكة النبوية في وادي إبراهيم، أثرا بعد عين حتى تقوم الساعة!.

سومو مكيّة!
كانت ورشة عمل مناقشة دراسة تاريخية عن إحياء بئر ذي طوى أشبه بحلبة مصارعة يابانية تقليدية، تظهر الاحترام والتقدير لكفاءة الخصوم، وثقل معلوماتهم وحججهم الدامغة، في تدافع مظن بين كرّ وفرّ ليبقى صاحب الدليل العلمي الأقوى والحجة البيّنة الغالبة، الى حين ظهور بطلّ آخر يملك الكفاءة والدراية وحبس الأنفاس!.

وقف د. عدنان الحارثي كأبطال رياضة السومو متحفزا في زاوية التاريخ ينثر ملح نتائج دراسته وبحثه في وجه ما وقرّ في قلوب كل الناس وصدقوا أنها حقائق ثابتة لا ريب فيها. في المقابل كان الأستاذ الدكتور معراج نواب ميرزا يقف بقامته العلمية المشهودة في زاوية الجغرافيا يتلو تعاويذه وهو يحمل حزام الأفضلية في علومه التي لم ينازعه عليها أحد بين أخشبي مكة.

في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الثلاثاء 21 صفر 35 الماضي كانت ملامح الدكتور عدنان الحارثي رئيس قسم الآثار في جامعة أم القرى بالكاد تظهر وهو يقف تحت ضوء خافت على منصة خيمة اللقاءات العلمية في مقر معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج يستعرض على لوحة مضاءة شرائح عرض تلخص دراسته الجديدة.
كان واضحا أن الباحث الدؤوب في تاريخ وآثار مكة المكرمة أستعد جيدا لورشة عمل ساخنة، وجولات نقاش حامية الوطيس مع نظراءه المتربصين لكلّ كلمة سيتفوه بها ليصطادوا له أي خطأ أو هفوة أو غفلة. كانت عينا د. الحارثي مرهقتان وتلمعان خلف زجاج إطار فضي صقيل وهو يرمق أثر معلوماته المحققة، واحدة تلو أخرى، على مسامع الحضور الى أن أعلن في أسى ظاهر: أيها السادة؛ للأسف الشديد أبلغكم أن بئر طوى الحالي ليس له أصل يؤكد أنه مغتسل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ذلك عندي بالدليل العلمي في شكل قاطع!.
د. عدنان الحارثي يستعرض دراسته التاريخية لإحياء بئر طوى


د. معراج يحتج على نتيجة الدراسة التاريخية لإحياء بئر طوى
كادت يدا د. معراج تلامس سقف الخيمة من فرط احتجاجه على هذه النتيجة الصادمة. وكان أول من رمى قفازه على حلبة النقاش والردّ المدعوم بالنصوص التاريخية وخرائط المواقع الجغرافية والمصورات الجوية القديمة والحديثة في شكل أراح غالبية الحضور الذي كانوا يخشون أن يزال بئر طوى استنادا الى طرح المؤرخ الشهير د. عدنان الحارثي.

الشريف الحارثي قامة علمية مرموقة، وهو باحث جاد أصدر العديد من الكتب والدراسات والأبحاث عن آثار مكة وشواهدها التاريخية. يعتنق دوما في منهجه ومسلكه العلمي صرامة العالم الجاد وبذل الجهد المخلص للوصول الى حقيقة المعلومة والتثبت منها ثم عرضها كما هي بغض النظر عن أثرها وفعلها لدى المتلقين.

والحق يقال أنه طوال 30 دقيقة من عرضه لدراسته التاريخية المثيرة لم يبدو لوهلة أنه يسرد رأيا خاصا به بقدر ما ظهر حرصه على توثيق كل كلمة ومعلومة من مضانها في بطون عيون أمهات كتب الفقه والحديث والسيرة والرحلات فضلا عن أسفار تاريخ مكة والمراجع المحققة لآثارها وأوابدها الخالدة.

في المقابل كان أ. د. معراج مرزا راسخا في العلم كعهده دوما في كل ما يتعلق بتاريخ وجغرافيا أم القرى، وقدم أدلة وشواهد لا يمكن غض الطرف عنها واعتبارها أقرب الى الصواب بما قدمه من إسقاط للمواقع التاريخية على معايير الجغرافيا الثابتة والصارمة، مستندا الى خزائن ذاكرته ومذكراته التي بذل عمره في جمعها وتوثيقها في كتب وأطالس هي الأكثر اعتمادية في العصر الحديث.

الاستنتاج أم الأدلة العلمية؟!

د. عبدالعزيز السروجي

د. عبدالعزيز السروجي عميد معهد أبحاث الحج في جامعة أم القرى في مكة المكرمة سارع الى التقاط الميكرفون ليوضح للحضور قبل بدء المناقشة تحديد المعايير العلمية لها لإثراء النقاش وتبادل المعلومات والمعارف بين الجميع. وقال: من المهم أن نتفق أولا على منهجية في النقاش والردّ على ما طرحه د. الحارثي. علينا أن نختار أولا هل نعتمد اثبات آثار النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنتاج والمنطق والعواطف، أم ننحاز الى الأدلة وفق المنهج العلمي؟. لابد هنا من اختيار واحد؛ حتى يكون حديثنا مبنيا على قاعدة مشتركة.

أضاف: إذا كان الحديث سيكون على الاستنتاج فسندخل في جدل ونقاش عقيم لأن الاستنتاج البشري يختلف من شخص لآخر كونه مبنى على معطيات مختلفة، وسيقودنا الى نتائج مختلفة تماما. لكن إن كنا نبني على أدلة علميّة، فحتما سوف نصل الى نتيجة واضحة للجميع. فالإثبات والنفي لآثار النبي صلى الله عليه وسلم يفترض أن يكون هما مشتركا وهدفا واحدا للجميع هنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النقاشات

المناقشون ردا على د. الحارثي:

السرّ في ماء البئر.. و حصرّ مكانه وتحديد زمن حفره يقطع الشك باليقين

( 1 )
أ. غسان نويلاتي.
 
تحديد الخيزران واختبار عمر البئر

أ. غسان نويلاتي باحث وصاحب دار المكيّة للنشر:
أولت السيدة الخيزران أم الخليفة العباسي هارون الرشيد اهتماما كبيرا بأماكن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وأقامت عليها شواهد ومساجد ومن بينها بئر طوى بحسب ما أثبته المؤرخ الصباغ، وهو قبل الأزرقي بنحو مائة عام، وأكدّ أنها جعلت مسجدا أيضا على بئر طوى.

وبالتأكيد أنه كان للخيزران لجنة شرعية وعلمية خاصة حددت لها بدقة مكان البئر في طوى لتبني عليه مسجدا. كما فعلت في غيره من الأماكن النبوية في مكة، وأستطرد بالقول: لكننا نستغرب مع المحاضر لماذا لم يرد ذكرها في المصادر القديمة التي استندت عليها الدراسة.

وطالب النويلاتي أن يقوم المعهد باختبار البئر والكشف عليه جيولوجيا لتوضيح ما إذا كان بناء هذا البئر إسلاميا مبكرا أو جاهليا قبل الإسلام. فإذا كان طويه طيّا جاهليا يجب أن يوضع ذلك في الاعتبار. كما ينبغي علينا التساؤل هنا؛ لماذا خصت هذه البئر باسم طوى عن دونها من الآبار المحيطة؟.

ردّ د. عدنان الحارثي: نعم عمارة الآبار لا تتطور بشكل سريع. وأتفق معك بوجوب اختبار البئر واخضاعه لمشروع دراسة معمارية يقوم بها أهل الاختصاص من علماء الآثار والجيولوجيا وغيرهم. ولكن إذا ثبت أن بناء هذا البئر كان جاهليا، فهل هذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم اغتسل فيه، وأين الدليل على ذلك؟!.

( 2 )

أ.د فوزي ساعاتي أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى في مكة المكرمة.

طوى وبنو إسرائيل.. ويوم الفتح

د. فوزي ساعاتي أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى:
لو تتبعنا مسير الرسول صلى الله عليه وسلم مع جيش الفتح من مرّ الظهران الى وادي ذي طوى لوجدنا أن هذا المكان موجود قبل الإسلام وهو مكان مقدّس منذ القدم. حتى أن بنو إسرائيل عندما كانوا يأتونه، يخلعون نعالهم قبل الدخول إلى الوادي. مشيرا الى أنه يجب التحقق من يوم دخول الرسول صلى الله عليه وسلم مع جيش الفتح الى وادى ذي طوى وأناخ وأغتسل وبات فيه، مرجحا أن عشية يوم فتح مكة كان يصادف يوم جمعة وفق دراسة قام بها قبل نحو خمس سنوات.

( 3 )
د. فايز محمد صالح جمال
 

غياب الدليل العلمي لا يسقط تواتر أهل مكة

د. فائز صالح جمال كاتب إعلامي:

هناك نصوص تشير الى أن هذه المنطقة يوجد فيها آبار، وهذه نتفق فيها مع المحاضر بإشارته الى بئر ابن عنبسة، وهذه إشارة أن هناك نصوص تعزز وجود بئر اغتسل فيها النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة والعمرة وحجة الوداع وغيرها. وفي تصوري أنه لا يمكن للنصوص التاريخية أن تعطينا على وجه التعيين لمكان ما مثل إحداثيات الجي بي إس الآن. عليه لابد أن نأخذ في اعتبارنا مسألة التواتر المحلي عند أهل مكة لأن مكة لم تنقطع من سكانها.
وهنا أود أن أشير الى قول للعلامة المكي د. عبد الوهاب أبو سليمان قاعدة علمية وبحثية أن المثبت مقدم على المشكك. فإذا كان مطلوبا منا أن نثبت أن هذه البئر هي التي أغتسل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ففي المقابل نحن نطلب هنا إثباتا صريحا على أن هذه البئر ليست بئر طوى!.

أيضا علينا أن نضع في الاعتبار أن الصحابة والأمويين والعباسيين وغيرهم كانوا حريصين على تتبع مواقع الرسول صلى الله عليه وسلم فهل جاءت فترة غاب عن الناس مكان ذكرته الأحاديث الصحاح؟. أعتقد أننا في حاجة الى ربط الأحداث ببعضها حتى نصلّ الى نتيجة وفق معطياتنا من نصوص وتواتر وغيرها. وحتى لو أخطأنا في النتيجة فلا أرى مشكلة في ذلك بعد ان صدقت النيّة والعزم وبذل جهدا أكبر خدمة لتراث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.

ردّ د. عدنان الحارثي: أبصم بالعشرة على كلام ومنهج أستاذنا الدكتور أبو سليمان الذي يؤكد منهجه على التواتر بالدليل العلمي وهو ما أسعى إليه. وكوني لم أثبت حقيقة مكان اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم في ذي طوى، فهذا لا يعني أنني أنفي وجود البئر في منطقة الوادي، لكن لم يثبت وفق معطياتنا مكانه فقط. وهذا منهجي العلمي في البحث والدراسة.

( 4 )
أ. ممدوح طيب
 

الماء سرّ ذي طوى المكيّن!

ممدوح طيب باحث وموجه في قطاع التربية والتعليم في جدة:
علينا بذل المزيد من التثبت والمطالعات والمراجع المتنوعة بدلا من حصرها في سبع أو ثمان مراجع فقط. ويجب أن لا ننسى أن بئر طوى الآن على وشك أن يزال، وهناك تعاطف من الناس على بقائه، فما بالك يا دكتور لو عرفوا أنه بلا أساس توثيقي إستنادا على طرحكم، ثم يثبت بعد فترة من إزالته أنه البئر الصحيح؟.

كلّ ما أخشاه أولا أن يُفهم من طرحكم أنه حكما نهائيا بإعدام البئر القائمة، وهناك من ينتظرون مثل قولك ومن شخصية علمية اعتبارية مثلك ليسارع الى تنفيذ حكم الإعدام، وإزالة بئر طوى!.

الأمر الثاني، نحن لا نقصد المرفق نفسه، ولا موقع البئر الحالي، وإنما نقصد بالتحديد الماء الذي له خصوصية. فالنبي صلى الله عليه وسلم اغتسل في ذي طوى.. أي بالماء الذي يجري تحت الأرض ويمرّ بعدة أبيار كانت في المنطقة. والآن في وادي ذي طوى لا توجد إلا هذه البئر القائمة في المنطقة، والماء هو ذات الماء.

فإذا كان مجرى الماء واحدا فهل يأخذ الحكم بأنه نفس الماء الذي أغتسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم؟ هنا نحتاج الى آراء خبراء في علوم الأرض لتحديد مصادر مياه ذي طوى وما إذا كان له مجرى واحد يُغذيه أم أكثر. لأن هدفنا الماء في الأول والأخير. وأستغرب هنا أن الآبار النبوية في المدينة المنورة محفوظة ومعروفة وهو مالا ينطبق على آبار النبي في مكة عدا بئر زمزم وبئر طوى.

ردّ د. عدنان الحارثي: في رأيي أن المكان الذي ينبغي الاعتناء به هو وادي ذي طوى كله وليس بئر طوى الحالي، مع تأكيدي أنه جزء من منطقة الوادي. وينبغي أن يعرف الناس أن ذي طوى هو المكان الذي دخله الرسول صلى الله عليه وسلم وأناخ فيه وأغتسل فيه، وكذلك فعل الخلفاء والصحابة والتابعين ومن بعدهم من الملوك والخلفاء وغيرهم إذا قدموا حاجين الى مكة كانوا يبيتون هنا، وهذا يعززه ويؤكده نصوص ثابتة. وأن علينا أن نحتفظ بمبنى البئر الحالي كدلالة تاريخية، ولكن لا ننسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم دون دليل ثابت وقطعي.

( 5 )
م. أنس صالح صيرفي يناقش د. عدنان الحارثي في الورشة
 
بئر ومغتسل ومصلى للنبي يثري مشروع التطوير!

 م. أنس صيرفي مهندس معماري ورجل أعمال:
الورشة المباركة لم تكشف لنا عن تاريخ بئر طوى فحسب، بل عينت مكان مغتسل النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا مسجد النبي في طوى وحددت ملامح وادي ذي طوى في صورة يجب اعتبارها والحفاظ عليها معا عند تطوير المنطقة لإعادة إحيائها كجزء أصيل من تاريخ مكة المكرمة وسيكون لها مردود إيجابي روحيا واقتصاديا في مشروع التطوير إذا تم مراعاتها بما تستحق من اهتمام وتقدير كونها مرتبطة بفتح مكة وحجة الوداع والسيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين ومن تبعهم الى يوم الدين.

وسؤالي هنا؛ إذا لم يصل الباحث الى تحديد موقع البئر ومغتسل النبي صلى الله عليه وسلم وإثبات مكانه، فكيف يمكن من خلال ما سرد من نصوص الوصول الى تحديد أصغر حيّز ممكن (5 آلاف متر مثلا) لمكان البئر في منطقة وادي ذي طوى التي تتجاوز مساحتها حاليا أكثر من 4 كيلو مترات مربعة، ولو بتقدير انطباعي وفق ما ظهر له في الدراسة التاريخية؟.

اجاب د. الحارثي: انطباعي الشخصي، أن منطقة دخول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الفتح كان من ناحية ريع الكحل (الثنية الخضراء) ورجع الى ذي طوى. وعندما دخل صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فالصحيح أن دخل من ناحية الحجون الى ذي طوى وبات هناك. لأن النصوص التي تتحدث عن المسجد أنه في الطريق الى الحصحاص (باتجاه أبو لهب الآن) والمسجد كان في ربوة بات عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أرجح النصوص. وانطباعي عن مكان البئر أنه كان في اتجاه أبي لهب أيضا!.


( 6 )


السيد د. سمير بن أحمد برقة يناقش د. عدنان الحارثي


كتب المناسك حددت طوى واغتسال النبي فيه

السيد د. سمير برقه وهو باحث وخبير في المواقع والآثار النبوية:
أتمنى على د. عدنان الحارثي ان يطلع على كتب الفقهاء لأن الإمام النووي وابن قدامة بعد ان ينتهوا من كتب المناسك يخصصون بابا عن الأماكن التي يستحب للحاج أو المعتمر للوقوف عليها في مكة. وأذكر أن الإمام النووي ذكر 17 موضعا في مكة، وللأسف لا يحضرني الآن إذا ما كان بئر طوى من بينها أم لا، لذا اتمنى الرجوع إليها فلربما وصلنا الى نتيجة مشتركة.

ردّ د. عدنان الحارثي: حتى أختصر هنا أقول؛ الإمام الفاسي ذكر كل الأماكن التي يستحب زيارتها في مكة في زمنه، فلماذا لم يذكر هذه البئر بينها؟. شخصيا لا أملك الجرأة أن أقول شيئا لم يثبته الإمام المؤرخ الفاسي.
 
صور من ورشة العمل:
د. معراج يناقش د. فايز جمال و م. أنس صيرفي وسط متابعة من د. عدنان الشريف
 

د. معراج مرزا يستمع لمناقشة د. سمير برقة وبينهما د. فايز جمال.
 
 
أ. غسان نويلاتي في نقاش مع أ. حسن مكاوي وسط إنتباه ومتابعة أ. ممدوح طيب.
 
د. فوزي ساعاتي يناقش د. معراج مرزا

أ. إبراهيم كلنتن يحمل كاميرته الخاصة لتصوير الورشة وتفاعلاتها

أحد الكتب التي أستشهد بها د. معراج مرزا في رده على د. الحارثي

كتاب  مهم للعلامة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عن أهم أماكن مكة النبوية 
 
نقاش مليء بالتساؤلات بين د. معراج ود. سامي برهمين أمين هيئة تطوير مكة سابقا
 
 
د. عدنان الحارثي يناقش د. معراج في الطاولة المجاورة وسط متابعة الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم