الأحد، 23 نوفمبر 2014

عن استقالته: عبدالرحمن الراشد.. فوق العاصفة!



مكة المكرمة : عمر المضواحي



بين ترشيحات تضعه كإسم محتمل لمنصب وزير الثقافة والإعلام الشاغر في وطنه، وبين تأكيدات أن الرجل قرر أن يلقى عصاه السحرية ويخلد الى الراحة بعد أن أتم أهم إنجازاته الإعلامية في صنع قناة فضائية إخبارية سعودية ووضعها على سدّة القنوات الإخبارية العربية، قررت إدارة قناة العربية قبول طلب استقالة مدير عام قناة العربية الأستاذ عبدالرحمن الراشد أمس وتعيينه فورا في مجلس إدارة مجموعة MBC بعد عشر سنوات كاملة وضع فيها اللبنات التأسيسية الأولى للقناة في العام 2004 م.

وكان آخر نشاط له مشاركته في طليعة الوفد الإعلامي المرافق للأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في قمة قادة دول مجموعة الـ20  خلال اجتماع قمة العشرون الاقتصادية في مدينة بريزبن الاسترالية الأسبوع الماضي.

لم تكن هذه الإستقالة (المتوقعة منذ أشهر) هي الأولى لعبدالرحمن الراشد فقد سبق وأن تقدم بطلب مماثل ومفاجئ قبل نحو أربعة أعوام في 14 سبتمبر 2010م، وبعد نحو أقل من سنتين من تلميحه الصريح  في بروفايل صحافي لصالح صحيفة النيويورك تايمز والذي نشر في الخامس من يناير العام 2008 والذي كشف فيه يومها أنه "يتعرض لضغوط سياسية، لكنه لا يحب الحديث عنها". مؤكدا أن ذلك ترك تأثيرا عليه. وتوقع لمستقبله أمام تلك الضغوط خيارين لا ثالث لهما حددهما في إجابته على السؤال بقوله " إما أن يتم فصلي، فأنا أدوس على أصابع أقدام كثيرة، أو أن أغادر بنفسي يوما ما ... لقد تعبت"!.
  
"
عليك ان تتذكري ان التلفزيون هو الذي صنع شهرة بن لادن ـ وهو ما خلق القاعدة وقدرتها على الاستقطاب، وهكذا ينتشر العنف في المنطقة"

حين سؤل عن حياته الشخصية الزوجية ولم لم يتزوج، ضحك واستحضر اقتباسا من ياسر عرفات الذي قال يوما انه "تزوج القضية" واضاف :انا متزوج من الاعلام، هذه وظيفة تستمر 24 ساعة في اليوم ، 7 ايام في الاسبوع، انا فعليا لا حياة شخصية لي


يقول الراشد انه يتعرض لضغوط سياسية، لكنه لا يحب التحدث عنها. وفي العام الماضي تم منع عرض وثائقي عن الملك عبد الله بعد بث حلقة واحدة منه. يعلق: "لقد حصلت خلافات داخلية به، نأمل عرضه مستقبلا"

لكن الراشد يقول انه يتعرض لضغوط دائما وان ذلك ترك تأثيرا عليه

"
اما ان يتم فصلي، أنا أدوس على اصابع اقدام كثيرة -  او ان اغادر بنفسي يوما ما ... لقد تعبت" حين سؤل عن حياته الشخصية الزوجية ولم لم يتزوج، ضحك واستحضر اقتباسا من ياسر عرفات الذي قال يوما انه "تزوج القضية" واضاف :انا متزوج من الاعلام، هذه وظيفة تستمر 24 ساعة في اليوم ، 7 ايام في الاسبوع، انا فعليا لا حياة شخصية لي حين سؤل عن حياته الشخصية الزوجية ولم لم يتزوج، ضحك واستحضر اقتباسا من ياسر عرفات الذي قال يوما انه "تزوج القضية" واضاف :انا متزوج من الاعلام، هذه وظيفة تستمر 24 ساعة في اليوم ، 7 ايام في الاسبوع، انا فعليا لا حياة شخصية لي حين سؤل عن حياته الشخصية الزوجية ولم لم يتزوج، ضحك واستحضر اقتباسا من ياسر عرفات الذي قال يوما انه "تزوج القضية" واضاف :انا متزوج من الاعلام، هذه وظيفة تستمر 24 ساعة في اليوم ، 7 ايام في الاسبوع، انا فعليا لا حياة شخصية لي حين سؤل عن حياته الشخصية الزوجية ولم لم يتزوج، ضحك واستحضر اقتباسا من ياسر عرفات الذي قال يوما انه "تزوج القضية" واضاف :انا متزوج من الاعلام، هذه وظيفة تستمر 24 ساعة في اليوم ، 7 ايام في الاسبوع، انا فعليا لا حياة شخصية لي
ويجمع المراقبون الذين تحدثت اليهم صحيفة مكة مساء أمس، أن استقالة عبدالرحمن الراشد لم تكن مفاجئة هذه المرة، بل أنها كانت متوقعة على عكس استقالته الأولى العام 2010م. ففي المرة السابقة كتب استقالته ولم يكن هناك بديل له يقود سفينة القناة الى مرافئ النجاح ويحافظ على اسبقيتها، على العكس من هذه المرة التي تم فيها مباشرة وبمباركته تعيين نائبه الدكتور عادل الطريفي مديرا عاما جديدا للقناة خلفا له.

ويغلب على ظن كثير من المراقبين أن قرار استمرار مدير عام قناة العربية السابق وعدوله عن استقالته الأولى آتى أؤكله تماما، وأن القدر كان يخبئ له في عالم الغيب دورا جديدا ونجاحا حاسما بعد أقل من عام فقط. وعلى كل حال لم يكن لأحد أن يتخيل قطّ كيف سيكون مشهد الربيع العربي من دون وجه وبصمة عبدالرحمن الراشد!.

لقد كان الشخص المناسب وفي المكان المناسب أيضا، لقيادة كتيبته الثقيلة عدة وعتادا لمواجهة كل الأحداث الصعبة التي واكبت الربيع العربي. فلا ينكر أحد أن الحياة الإعلامية قبل أحداث الربيع العربي شيء، وبعدها شيء آخر ومختلفة تماما. وكان عبدالرحمن الراشد كعادته فارسا إعلاميا جاهزا على الدوام. ولم يعرف عنه من قبل أنه من أولئك الذين يطرحون سيوفهم ودروعهم وفي الأفق العربي نقع معركة قادمة، مهدت لها تطورات سياسية غير واضحة المعالم ولم يعرف خير من شرها غلا بعد أن اشعل بوعزيزي تونس فتيل الربيع المتفجر.

وبالفعل، وجد الرجل أن راحته هذه المرة ستكون على صهوة القناة، ومبارزة أندادها في فضاء لا يتسع من المحيط الى الخليج فحسب بل والى أرجاء العالم كله. واصل الليل بالنهار بلا تعب ولا نصب وهو يبحث عن نقاط الضعف في صفوف خصومه ليوجه لهم ضرباته القاضية. ومضي طوال 3 سنوات حتى يوم أمس، وهو يخوض واحدة من اشرس المعارك الإعلامية والسياسية في حياته المهنية.

وأصبح بفضله وجهده ومثابرته لـ "العربية" دورا أكبر وبكثير من مجرد فضائية إخبارية عربية في داعيات وتطورات الربيع العربي. واستطاع ان يبلي  بلاء حسنا وبحرفية عالية جعلت من قناته القوية صوتا مؤثرا في قناعات قطاع واسع من الرأي العام العربي والدولي.

من المؤكد أن عبدالرحمن الراشد لن يبتعد كثيرا عن دهاليز مهنته ومعشوقته الأولى الصحافة. فالرجل لازال في عقده السادس ويتمتع بصحة جيدة، ولابد من ان يضع بصماته السحرية في جميع قنوات أكبر مجموعة إعلامية عربية بعد تعيينه عضوا في مجلس إدارتها امس.

ولا يمكن أن يتصور أحد أنه بعد كل هذه الخبرات والتجارب الناجحة خلال اربعة عقود من الزمن جعلت من عبدالرحمن الراشد أحد اهم قادة الإعلام السعودي في الخارج. ولا يمكن التفريط بهذا الصوت المؤثر في الراي السياسي العالمي حتى وإن رغب بذلك.

 حاولت صحيفة مكة الإتصال به في مقر إقامته حاليا في لندن لتعرف منه الحكاية. كان خط هاتفه النقال مشغولا على الدوام. يبدو أنه إستمرأ تحريك الزوابع حول قرار إستقالته الأخيرة والنهائية، وفضل أن يرتفع فوق العاصفة ليقرأ صحيفة المساء في مقهاه المفضل جالسا في مزاج رائق واضعا قدم على الأخرى، بوجه معجون بماء الرضا والبراءة. يتنفس هدوءا، ويزفر تهذيبا، وعلى محياه دوما ابتسامة طفل شقي!.


مادة ذات صلة:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم