الاثنين، 23 مارس 2015

"الحديبية" هل تعود الروح الى المكان والمكانة؟! ( 1 ـ 6 )




فتح الحديبية


في سلسلة تحقيقات ميدانية موسعة نحاول تسليط بعض الضوء على "الحديبية"؛ إحدى أهم المواقع النبوية في مهبط الوحي ومسرح بدايات تاريخ الإسلام في مكة المكرمة. فهذه الضاحية الهادئة المعروفة الآن بمنطقة "الشميسي" عقد فيها صلح الحديبية في العام السادس من الهجرة، ونزلت فيها سورة "الفتح" القرآنية، وكان الصحابة يعدون الفتح "فتح الحديبية" لا فتح مكة!.

في الأسابيع الماضية تردد اسم "الحديبية" على مسرح الأخبار الاقتصادية بعد إقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعناية بالتراث الحضاري نهاية العام المنصرم، وخصها بالتحديد ضمن المناطق ذات الأولوية بالعناية على مستوى المملكة. الى جانب تجدد الحديث عن إنعاش ملف مشاريع تطوير وتنمية ضخمة ستشهدها منطقة الشميسي، التي تبعد نحو 22 كيلو متر فقط من العاصمة المقدسة، بشكل كامل خلال السنوات القليلة القادمة.

وتعتبر منطقة الحديبية نموذجا مثاليا لتطبيق أهم أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعناية بالتراث الحضاري، بعد بعث هيئة السياحة الوطنية الحراك للحفاظ والعناية بالمواقع الإسلامية والتاريخية والوطنية، وعودة الروح اليها في المهرجانات الموسمية وفترات الإجازات الدراسية السنوية. وتعد فرصة سانحة تمتاز بكل المكونات الكفيلة بنجاح مشروع الملك الحضاري.

فهي منطقة نبوية إسلامية تاريخية، شهدت مفصلا هاما في تاريخ الإسلام، ومسرحا لأهم القيم والمقاصد النبوية، تقع معظمها في منطقة الحلّ مما يمكن المسلمين وغير المسلمين زيارتها فيما لو تم استثمارها لتكون مركزا حضاريا وثقافيا يلخص ادبيات الرسالة المحمدية الخاتمة للأديان.

منظر عام لوادي الحديبية (الشميسي حاليا).
الحلقة الأولى في صحيفة مكة المكرمة بتاريخ 22 مارس 2015


تشهد الحديبية هذه الأيام تغيرات تهدد أمكنة المناخ النبوي (مسجد بيعة الرضوان المندثر، والبئر) ومواقع إسلامية (علامات حدّ حرم مكة الغربي) وآثار تاريخية (قلعة الحديبية) ومعالم وطنية ( آبار وأسبلة الملك المؤسس رحمه الله ) تستدعي الكشف عنها ووضع النقاط على الحروف للتدخل العاجل وإعادة تخطيط المنطقة واستخدامها كما هو مقرر كمشروع ثقافي وحضاري عالمي، وكرئة يتنفس أهالي مكة المكرمة عبرها وفي مواقع أصلية وحقيقية بدلا من قضاء أوقاتهم في نماذج "حارات مكيّة" كرتونية، تفترش مواقف السيارات في أطراف أقدم وأقدس مدينة في العالم!.

كانت المهمة الرئيسة في هذا التحقيق الميداني الموسع فتح زاوية منفرجة أمام أهل العلم والاختصاص والخبرة للبحث والنقاش وتقريب المستحيل الى مربع الممكن. نعرض كل الآراء والطروحات والقناعات المتباينة حينا والمتفقة في أحايين كثيرة حول مواقع المناخ النبوي تحديدا في الحديبية، ومرافقتهم في سلسلة جولات ميدانية موثقة طوال شهرين كاملين في عين المكان، وقلب المكانة.

شارك في هذه الجولات الى جانب فريق مبادرة "معاد" لتعزيز الهوية المكيّة، عددا من المسؤولين والمستشارين في أمانة العاصمة المقدسة ومعهد ابحاث الحج والعمرة، واساتذة مختصون في الحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى، وخبراء في تاريخ وجغرافية مكة المكرمة، وأعيان من اهالي منطقة الحديبية الذين وثقوا شهاداتهم بالصوت والصورة عن مرابع نشأتهم وأخبار حياتهم فيها، كما توارثوها كابرا عن كابر.


مسجد الشميس (الحديبية) القائم حاليا.

كما شملت المهمة أيضا تقديم قراءة توضيحية للواقع الحالي لمنطقة الحديبية في وجه عام، وواقع مسجد الشميسي القائم حاليا، وبئر الحديبية ضمن طبغرافية المكان ومستقبله، وما يجري فيها الآن من تطورات تثير القلق أحالت أراضيها الى مخططات عقارية وتعديات واسعة لا يبدو أنها تحترم المنطقة أو تهتم بتاريخ ومكانة مواقع المناخ النبوي فيها على وجه خاص.

المراسل الميداني لصحيفة مكة المكرمة في الحديبية. 
واتفقت آراء جميع المصادر المشاركة في التحقيق، وفي قدمتهم معالي عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ أ.د عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، أن الفرصة تبدو سانحة الآن لمعالجة ما قد وقع من أخطاء سابقة، وتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمحافظة على التراث الحضاري للمملكة، وإنهاء حالة التشظي القائمة بين المواقع والأمكنة الإسلامية والتاريخية والوطنية لدمجها معا لإنشاء مركز حضاري متكامل يشمل الجزء الصحيح من المناخ النبوي بما فيه من إنشاء مسجد واسع، وتطوير حمى البئر النبوي، وأسبلة الملك المؤسس كمرافق مائية، وتزويدها بخدمات عامة متكاملة.

كما أكدت المصادر على أن إنشاء هذا المشروع يعكس الصورة المثالية للموقع النبوي الذي يشهد إقبالا واسعا من الزوار والحجاج والمعتمرين طوال أيام العام، في شكل يليق بضيوف الرحمن، وكلبنة رئيسية تترجم تجدد الاهتمام بالمواقع النبوية في مكة وإحياءها اسوة بمشروعات تطوير جبلي ثور والنور (حراء) التي لا تزال حتى الآن بين أخذ ورد حيال تنفيذها رغم توفير الدولة لموازنتها المالية، وتلك قصة أخرى!.

صورة جوية التقطت العام 1977م  لوادي الحديبية ويبدو المسجد القائم حاليا. (من مجموعة د. معراج مرزا الخاصة)

عودة الروح للحديبية!

بذلت الصحيفة جهودا في البحث عن الخرائط والصور القديمة للمنطقة ومقارنتها بواقعها الحالي سواء من المجموعات الخاصة للأكاديميين المتخصصين، أو السجلات القديمة لبعض الجهات الحكومية، وفتح باب التساؤلات عن أسباب تغير موقع مسجد شجرة الرضوان القديم وبناءه وهدمه أكثر من مرّة، والبحث عن موقعه ومحاولة تحديد مكانه المندثر، الى جانب محاولة كشف سرّ الأطلال القديمة القائمة الى اليوم خلف الجدار الجنوبي لمسجد (الشميسي) القائم، وعلاقتها ببقايا آثار القلعة القديمة في اعلى الجبل الذي يشرف على كامل وادي الحديبية بهذه المواقع التي كانت تاريخيا طريقا قديما يسلكه الحجاج والمعتمرون الى مكة المكرمة.

 كما حرصت الصحيفة على تتبع ذكر الحديبية في بعض كتب السير والمناسك والتاريخ على لسان المؤرخين والباحثين المختصين، والوقوف ميدانيا حول مواقعها التاريخية، في خمس جولات متتالية خصصت كل جولة لخبير مؤرخ أو مختص كي تُرصد شهادته دون تأثر أو تأثير بآراء نظراءه المشاركين في البحث. كما بُذلت جهودا صادفت التوفيق للقاء الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار وعددا من المسؤولين في هيئة السياحة والآثار، وآخرون في جهات رسمية ذات علاقة بموضوع التحقيق الميداني لبيان رأيهم حول مستقبل هذه المنطقة التاريخية المهملة.

ومن حسن الطالع، أن المسؤولين الذين التقت بهم صحيفة مكة في الرياض وجدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة أبدو اهتماما ملحوظا ومقدرا بأهمية الحفاظ على تاريخية منطقة الحديبية، والعمل على العناية بها كل من موقعه ومسؤولياته، وهو ما سيتم توضيحه خلال عرض هذا التحقيق الميداني الموسع الذي يهدف الى ضرورة إحياء وتطوير المواقع النبوية في مهبط الوحي واستخدام كمراكز ثقافية وحضارية ملهمة تتيح لكل زائر وحاج ومعتمر معرفة الحقيقة بكل تفاصيلها ومعايشتها على أرض الواقع وفي حمى أهم أمكنة بدايات الدين الاسلامي لتكون خير وسيلة للدعوة والإرشاد والمعرفة، وبأسلوب عصري مناسب لكل الثقافات واللغات والأجناس وبمختلف الوسائل المعاصرة و الحديثة.

إطار ( 1 )

مبادرة "معاد" المكية:

إحياء وتطوير "الحديبية" تكرس أهم مقاصد مشروع العناية بالتراث الحضاري

إجتماع رئيس وأعضاء مبادرة معاد لتعزيز الهوية المكية
من اليمين: حسن عبدالشكور، جمال شقدار، أنس صيرفي، فايز جمال، غسان نويلاتي، السيد سمير برقة.
خلال الشهور الماضية، تابعت صحيفة مكة المكرمة جهودا تقودها "معاد" لتعزيز الهويّة المكيّة والعناية بالمعالم التاريخية لمشروع تحسين وتوسعة خدمات مسجد الحديبية (الشميسي) القائم حاليا على طريق جدة ـ مكة القديم أسوة بمشاريعها السابقة التي شملت مكتبة مكة المكرمة (موقع المولد النبوي) في حي شعب عامر، وبئر طوى في حي جرول، ومرقد أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بحي النوارية، وغيرها بتشجيع وتنسيق مع الجهات الرسمية.

في مطلع شهر نوفمبر 2014 الماضي تلقى د. فايز صالح جمال رئيس المبادرة اتصالا هاتفيا من مسؤول في هيئة السياحة والآثار  يبلغه عن تنسيق مشترك بن الهيئة ووزارة الشؤون السلامية والأوقاف في مشروع جديد لتوسعة وتجديد بناء مسجد الحديبية (الشميسي) الحالي. وطلب إليه في إطار التنسيق المستمر مع هيئة السياحة، مساهمة "معاد" بتقديم مقترحات وأفكار  للنظر فيها عند تنفيذ التصاميم والمخططات الجديدة لتوسعة المسجد.

 وبالفعل عقدت مبادرة معاد مساء اليوم التاسع من نوفمبر 2014 اجتماعا خاصا في مكتب عضو المبادرة م. أنس محمد صالح صيرفي بمكتب الأبنية للاستشارات الهندسية في جدة لمناقشة مستجدات الموضوع بعد أن كانت "معاد" قد فرغت قبل أشهر من وضع تصاميم أولية لتحسين شكل بناء المسجد القائم، والاستفادة من بعض المباني المهملة شمالا، بالإضافة الى ترميم الأطلال القديمة القائمة في الجهة الجنوبية منه ودمجها معا لتوسعة بناء المسجد بعد تطعيم واجهاته الخارجية بهوية معمارية مكيّة، لتطرح رؤى جديدة لمعالجة أوسع تشمل العناية بمنطقة المناخ النبوي كلها ضمن المشروع.

تطوير مبادرة معاد المقترح لموقع المسجد القائم حاليا في الشميسي (الحديبية).
الموقع قبل التطوير.

البحث عن الحقيقة

استمر الاجتماع زهاء الساعتين، طرحت فيه آراء ومقترحات عديدة، من بينها ما طرحه  المستشار  م. جمال شقدار الذي أقترح اهتبال فرصة تجدد الحديث عن مشاريع تطوير منطقة الضاحية الغربية بالكامل (مشروع بوابة مكة) وصدور التوجيه الى وزارة الشؤون الإسلامية بتطوير مسجد الحديبية (الشميسي) الحالي وتوسعته، والمطالبة بتشكيل لجنة شرعية وعلمية بالوقوف على موقع المناخ النبوي وتحديد أهم مواقعه لدمجها معا في تفاصيل  المشروع.، والمطالبة بإحياء.

المستشار م. جمال شقدار
كما طالب بالعمل على حسم الجدل الفقهي والعلمي حول موقع مسجد الشجرة (بيعة الرضوان) القديم الذي كان يرجح أنه أقيم في عين مكان مناخ النبي محمد عندما طلب البيعة من أصحابه تحت شجرة كان يستظل تحتها خلال نزوله صلى الله عليه وسلم في الحديبية في العام السادس للهجرة قبل إزالته في العام 1399ه (1979م). والتثبت من صحة نبويّة بئر الحديبية الحالي، وكشف الغموض عن حقيقة الاطلال القديمة وعلاقتها ببقايا القلعة التاريخية، وتحسين وضع مقبرة الحديبية القديمة، وسبيل الملك المؤسس رقم 1 والقائم غرب المسجد الحالي. ودمجها معا ضمن مشروعات التطوير في الحديبية بحيث تكون "معاد" عضوا في هذه اللجنة بصفة مستشار. وشدد م. شقدار بأنه إذا لم يتم إحياء الحديبية وتطويرها الآن فإنه لن يتم ذلك مستقبلا.

شجرة بيعة الرضوان

الباحث المكي غسان بن مظهر نويلاتي أكد من جهته؛ على ضرورة إشراك هيئة المساحة الجيولوجية في اللجنة المقترحة، مؤكدا أن لديها سجلات ووثائق كاملة عن كل مواقع الآثار التي يختلف حولها في منطقة مكة المكرمة. وأنه سبق لها أن حددتها بالخرائط التفصيلية، ونشرت بعضها في إصدارات خاصة.

أ. غسان بن مظهر نويلاتي.

وقال: أن هناك خلاف كبير ومشهور حول موقع الشجرة في الحديبية وما إذا كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أمر بقطع شجرة الشك أم شجرة اليقين. لكنه تساءل: ماذا يعني قدوم مائتين من الصحابة الذين شاركوا في بيعة الرضوان الى الحديبية في زمن الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنهم جميعا للتثبت من مكان الشجرة التي كان يعظمها الناس في زمنهم. وعند اختلافهم على تحديد شجرة بعينها أمر الخليفة بقطعها لأنها غير الشجرة التي ذكرت في القرآن الكريم.

وأشار نويلاتي الى قناعته بأن مسجد (الشميسي) الحالي يقع ضمن حمى المناخ النبوي، وأنه تم بناءه قبل نحو أربعة عقود بسبب كونه يقع على ناصية الطريق القديم لمكة المكرمة، فأسمته الناس مسجد الحديبية حتى عرف بذلك الآن. وبين أنه لا يرى ما يمنع من تطوير الأطلال القديمة، والقلعة التاريخية أيضا التي تشرف على الطريق القديم بكامله وتسهيل الوصول اليها بتلفريك أو بطريق مرصوف لتكون ضمن منطقة تطوير المشروع.

السيد د. سمير برقة
توحيد صكوك الملكية

الخبير في المواقع النبوية د. سمير برقة طالب بضرورة فهم قصة صلح الحديبية أولا، وأن يتم ولو بالتقريب تحديد مواقع كل حدث وقع فيها اثناء صلح الحديبية. وقال: هناك مكان حدث فيه عقد الصلح مع قريش. وهناك مكان (الشجرة) الذي تمت تحتها بيعة الرضوان، وهناك موقع البئر الجافة التي فاض مائها ببركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لسقيا 1400 رجلا من أصحابه وركائبهم والهدي الذي ساقه صلى الله عليه وسلم لمناسك العمرة. وفي تقديري أن اقصى مسافة بين كل هذه المواقع لا تتجاوز نحو 850 مترا فقط.
بئر الحديبية داخل أسوار شركة مقاولات في الشميسي.

وذكر د. برقة أن ملكية وقفية المسجد الحالي تتبع لوكالة أوقاف وزارة الشؤون الإسلامية، بينما بئر الحديبية تقع في ملكية خاصة، وتم تسويره مؤخرا ضمن حدود مباني تتبع لشركة مقاولات محليّة، وكذلك سبيل الملك المؤسس تخضع لملكية شركة البلد الأمين الحكومية، بينما تخضع المقبرة القديمة لإشراف أمانة العاصمة المقدسة.

م. أنس محمد صالح الصيرفي
من جهته كشف م. أنس صيرفي أن منطقة الحديبية حاليا بما فيها مواقع المناخ النبوي تدخل ضمن ملكية شركة "البلد الأمين" المسؤولة عن مشاريع تطوير الضاحية الغربية لمكة المكرمة ومنها مشروع البوابة، وجامعة الحديبية، ومركز الملك عبدالله للحوار الحضاري، ومباني الدوائر الحكومية التي اقترحها سابقا الأمير خالد الفيصل، وأعتقد أن أغلب هذه الأراضي تقع ضمن صكّ ملكية هذه الشركة التابعة لأمانة العاصمة المقدسة.

الحديبية والمشروع الحضاري

رئيس المبادرة د. فايز جمال أكد في نهاية الاجتماع أن هدف مبادرة "معاد" الرئيس من هذه الجهود استباق توجه وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع هيئة السياحة والآثار الى دراسة تجديد بناء وتوسعة مسجد "الحديبية" الحالي، الذي يعد خطوة مباركة تكرس ثقافة جديدة للاهتمام بالمواقع النبوية والإسلامية المندثرة في مكة المكرمة، وإعادة إحيائها والعناية بها بشكل يليق بجهود المملكة المشهودة في خدمة المقدسات الإسلامية وضيوف الرحمن.

د. فايز صالح جمال رئيس مبادرة معاد
مؤكدا أن تطوير منطقة الحديبية يمكن اعتبارها حالة مثالية ونوعية تستوجب التوقف لمراجعة توثيق صحة بعض مواقع الأماكن النبوية في مكة، التي طالتها خلال العقود الماضية ولأسباب عدة يدّ التحرز بالطمسّ والتغيير سدّا للذرائع في هذه المواقع، وأن الوقت حان لاهتبال الفرصة، وتكريس جهود التنسيق مع هيئة السياحة والآثار والجهات الرسمية الأخرى ذات العلاقة، لتقديم مشروع متكامل لإعادة إحياء مواقع المناخ النبوي في أماكنها الصحيحة والموثقة بالأدلة الثابتة، وفق المعطيات الجديدة، والدعوة الى التفكير في ضمها في مشروع واحد ومتكامل يعكس أهمية المنطقة النبوية وأثرها الكبير في التاريخ الإسلامي، مما يعكس أهم مقاصد مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري.


إطار ( 2 )
10 أسباب للاهتمام بالمناخ النبوي في الحديبية

نموذج لشجرة سَلم حدباء المنتشرة في الوادي ومنها أتخذت الحديبية إسمها المشهور

·       خلال الهجرة مرّ النبي وأبا بكر الصديق بمنطقة الحديبية للتمويه قريش عن مقصده صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة شمالا.

·       اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا طريقا الى مكة لأداء العمرة في السنة السادسة من الهجرة هربا من جيش قريش بقيادة خالد ابن الوليد.

·       معجزة فوران الماء من بئر الحديبية الجاف ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.

·       شهدت صلح ومعاهدة الحديبية الشهيرة في الإسلام بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركي قريش.
·       تمت فيها بيعة الرضوان التي نزلت فيها آية قرآنية في سورة الفتح.

·       شهدت نزول سورة الفتح في القرآن، أثناء عودة النبي للمدينة بعد معقده معاهدة الحديبية، وهي تحكي قصة فتح الحديبية لا فتح مكة.

·       كبار الصحابة رضوان الله عليهم يعدون الفتح؛ فتح الحديبية، لا فتح مكة المكرمة.

·       تعتبر ثاني أهم مواقيت العمرة  لأهل مكة بعد الجعرانة، وثالثها التنعيم (مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها) لأن النبي صلى الله عليه وسلم عقد وتحلّل من عمرته التي لم تكتمل بالحديبية في السنة السادسة من الهجرة.

·       إحياء أسبلة الملك المؤسس التي سخرها لسقيا الحجاج في طريق مكة القديم.

·       إحياء القلاع والمواقع الأثرية في المنطقة ليكتمل عقد الأمكنة النبوية بالآثار التاريخية والمعالم الوطنية.



مادة سابقة عن تعديات طالت بئر الحديبية لمزيد من المعلومات والصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم